8 - الشافي في الإمامة للسيد علي بن الحسين الموسوي (المرتضى) المتوفى سنة 436 ه، حيث جاء فيه: (فأما حكايته عن أبي علي إنكاره ما روي من ضربها وادعاؤه أن جعفر بن محمد عليه السلام كان يتولاهما وكان أبوه وجده كذلك، فأول ما فيه إن إنكار أبي علي لما وردت به الرواية من غير حجة لا يعتد به، وكيف لا ينكر أبو علي هذه الرواية وعنده أن القوم لم يجلسوا من الإمامة إلا مجلسهم، ولا تناولوا إلا بعض حقهم وأنهم كانوا على كثب عظيم من التوفيق والتأييد والتحري للدين ولو أخرج من قبله هذه الاعتقادات المبتدأ لعرف أمثال هذه الرواية أو الشك على أقل أحواله في صحتها وفسادها... وبعد، فلا فرق بين أن يهدد بالاحراق للعلة التي ذكرها وبين ضرب فاطمة عليها السلام لمثل هذه العلة، فإن إحراق المنازل أعظم من ضربه بالسوط، وما يحسن الكبير ممن أراد الخلاف على المسلمين وأولى بأن يحسن الصغير، فلا وجه لامتعاض صاحب الكتاب من ضربة السوط وتكذيب ناقلها، وعنده مثل هذا الاعتذار) (1).
9 - تلخيص الشافي لمحمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460 ه، فقد ذكر: (ومما أنكر عليه ضربهم لفاطمة عليها السلام، وقد روي أنهم ضربوها بالسياط) (2).
10 - أحوال السقيفة أو كامل البهائي للحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبري المشهور بعماد الدين الطبري، وهو من أعلام القرن السابع الهجري ومن معاصري العلامة والمحقق الحليين ونصير الدين الطوسي، وقد جاء في كتابه: (وفي اليوم التالي أقبل الناس لبيت فاطمة للصلاة على جنازتها، وعندما رأى المقداد أبا بكر قال له: لقد دفناها البارحة، فقال له عمر: يا أبا بكر ألم أخبرك أنهم فاعلون ذلك، قال المقداد: لقد أوصت بذلك حتى لا تصليا على جنازتها، فأخذ عمر يضرب المقداد على وجهه ورأسه حتى أجهده كثرة الضرب، فخلصه الناس من بين يديه، فقام المقداد وقال له: لقد رحلت بنت رسول الله صلى الله عليه وآله من الدنيا والدم ينزف من ظهرها وضلعها من ضربكم بالسيف والسوط إياها، وإنني لأحقر عندكم من علي وفاطمة. فقال عمر:
والله لاحق الناس بالضرب والعقوبة علي بن أبي طالب، فجاءوا إلى علي وكان جالسا عند باب بيته وأصحابه مجتمعون حوله، فقال عمر: يا علي، ألن تدع حسدك القديم، فقد غسلت رسول الله من غير حضور منا، وصليت على فاطمة من دوننا، وحملت الحسن عليه السلام على أن يصرخ في وجه أبي بكر أن انزل من منبر جدي، فلم يقل علي في جوابه شيئا. فقال عقيل: وأنتم والله لأشد الناس حسدا وأقدم عداوة لرسول الله وآله، ضربتموها بالأمس وخرجت من الدنيا وظهرها بدم وهي غير راضية عنكما) (3).