عن حق علي عليه السلام في الخلافة، ومن مظاهر تحركها خطبتها في المسجد وكلامها مع نساء المهاجرين والأنصار ورجالهن. وإذا صح الحديث بأن عليا عليه السلام كان يطوف بها على بيوت أو جموع المهاجرين والأنصار - كما جاء في الروايات - فهذا يعني أنها كانت تتحرك بشكل يومي نحو تحقيق هذا الهدف الكبير. إننا لا ننكر مشروعية البكاء إسلاميا، فقد بكى رسول الله صلى الله عليه وإله على ولده إبراهيم عليه السلام ولكن ننكر أن يتحول البكاء إلى حالة من الجزع أو ما يشبه الجزع، بحسب الصورة التي تتلى في المجالس ومفادها أن (أهل المدينة ضجوا من كثرة بكائها)، وأنهم شكوا الامر إلى علي عليه السلام وقالوا له:
(إما أن تبكي أباها ليلا أو نهارا...) لان هذه الصورة لا تليق بمكانة الزهراء عليها السلام في الواقع العام.
أما قولكم: (بأنها كانت تبكي إظهارا لمظلوميتها ومظلومية بعلها، وتنبيها على غصب حق أمير المؤمنين عليه السلام في الخلافة، وحزنا على المسلمين بعد انقلاب جملة منهم على أعقابهم) فيرد عليه:
أولا: إن إظهار ذلك لا يتحقق بالبكاء، بل يتحقق في خطبتها في المسجد وفي أحاديثها الصريحة مع المسلمات والمسلمين، وفي حديثها مع أبي بكر وعمر اللذين تحدث معهما عن غضبها عليهما من خلال غصبهما فدكا وغصبهما للخلافة.
ثانيا: إن الأحاديث الواردة في كلامها وعن بكائها استهدف إثارة ذكرى رسول الله صلى الله عليه وآله ولم تثر شيئا آخر. أما بكاء علي بن الحسين عليه السلام على أبيه إظهارا لمظلوميته فهو صحيح، لان الامام عليه السلام كان يتحدث بذلك ويذكر الحسين عليه السلام في مظلوميته أمام الناس، لكي يتذكروا الواقعة ويدفعهم للثورة على بني أمية.
إننا نرى أن أهل البيت عليهم السلام قمة في العطاء والصبر، وفي مقدمتهم السيدة الزهراء عليها السلام التي تمثل القدوة في الصبر حتى في طريقة بكائها، فهي تبكي بكاء الصابرين الرساليين الشاكين إلى الله سبحانه وتعالى).
السؤال رقم 8: في بعض الأقوال: إن اللطم على الحسين عليه السلام إذا كان عنيفا يؤدي لإدماء الصدر أو الألم الشديد فهو محرم لعدة وجوه:
1 - إنه ليس أسلوبا حضاريا وينبغي طرح قضية الحسين بصورة واقعية وحضارية.
2 - إنه لم يرد عن الرسول وأهل بيته عليهم السلام.
3 - إن كل إضرار بالجسد حرام وإن لم يؤد إلى التهلكة أو قطع العضو من الجسد، فمن يعرض نفسه للبرودة مع احتمال إصابته بمرض يكون قد ارتكب محرما.
ما هو رأيكم في هذه المقالة؟
جواب الميرزا جواد التبريزي: (بسمه تعالى: اللطم وإن كان من الشديد حزنا على الحسين عليه السلام من الشعائر المستحبة لدخوله تحت عنوان الجزع الذي دلت النصوص المعتبرة على رجحانه ولو أدى بعض الأحيان إلى الادماء واسوداد الصدر.