3 - وروى الحافظ الكنجي الشافعي الذي قتل كسلفه النسائي صاحب السنن في دمشق بتهمة ميله إلى أهل البيت بإسناده عن عبد الله بن عمر، قال: (كان على الحسن والحسين تعويذان فيهما من زغب جناح جبرائيل عليه السلام). ثم عقب الحافظ الكنجي عليه:
(قلت: أخرجه الحافظ الدمشقي في مناقبه) (1).
ولا يرد على الحديث أن الملائكة بما فيهم جبرائيل عليه السلام موجودات مجردة منزهة عن المادة الجسمانية، فكيف يكون لها زغب؟ فإنه يجاب عنه بأنه قد ورد في روايات عديدة أن الملائكة تتمثل في صور مختلفة، وتمثل جبرائيل عليه السلام في صورة الصحابي دحية الكلبي مما ورد عن طريق الفريقين (2).
أما تمثل الملائكة بصورة الطائر الذي له ريش، فقد ورد في رواياتنا أيضا، وليس مقصورا بما رواه الكنجي الشافعي، فقد روى الشيخ الصدوق بإسناده إلى جارية أبي علي الخيزراني أنها رأت عندما ولد الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) طيورا بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ثم تطير، قال أبو علي الخيزراني: (فأخبرنا أبا محمد العسكري عليه السلام بذلك فضحك، ثم قال: تلك ملائكة نزلت للتبرك بهذا المولود، وهي أنصاره إذا خرج) (3).
وقد وردت روايات عديد ة منها ما هو صحيح سندا تدل على أن الملائكة تدخل بيوت الأئمة وتطأ بسطهم وتتكأ على مساورهم ويجمع الأئمة من زغبها لأولادهم.
منها: ما رواه الشيخ الكليني بسند صحيح عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
(يا حسين - وضرب بيده إلى مساور في البيت - مساور طالما اتكت عليها الملائكة، وربما التقطنا من زغبها) (4).
ومنها: ما رواه الكليني بسند صحيح أيضا عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، قال: حدثني مالك بن عطية الأحمسي، عن أبي حمزة الثمالي، قال: (دخلت على علي بن الحسين عليه السلام فاحتبست في الدار ساعة، ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت، فقلت: جعلت فداك، هذا الذي أراك تلتقطه أي شئ هو؟ فقال: فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا، نجعله سيحا لأولادنا، فقلت: جعلت فداك، وإنهم