محمد بن النعمان: حدثني أبو غالب أحمد بن محمد الزراري وجعفر بن محمد بن قولويه إلى آخر السند، وكذا إلى آخر الكتاب يبتدئ من مشايخ الشيخ المفيد، فالظاهر إنه من مؤلفات المفيد (رحمه الله)، وسائر كتبه للاشتهار غنية عن البيان) (1) وقد خص الحر العاملي (المتوفى سنة 1104 ه) الفائدة الرابعة من فوائد خاتمة المستدرك من كتابه وسائل الشيعة لذكر الكتب المعتمدة التي نقل منها أحاديث كتابه، وقد عد منها كتاب الاختصاص للشيخ المفيد (2). أما الفائدة الخامسة فقد عقدها لبيان بعض الطرق التي يروي بها الكتب التي ذكرها في كتابه عن مؤلفيها، وقال فيها:
(وإنما ذكرنا ذلك تيمنا وتبركا باتصال السلسلة بأصحاب العصمة عليهم السلام لا لتوقف العمل عليه لتواتر تلك الكتب وقيام القرائن على صحتها وثبوتها) (3). ثم شرع في ذكر طرقه إليها. وقال أيضا في مقدمة كتابه الوسائل ما يلي:
(... ولم أنقل فيه الأحاديث إلا من الكتب المعول عليها التي لا تعمل الشيعة إلا بها ولا ترجع إلا إليها، مبتدئا باسم من نقلت الحديث من كتابه، ذاكرا للطرق والكتب وما يتعلق بها في آخر الكتاب، إلقاءا للاشعار بأخذ الاخبار من تلك الكتب وحذرا من الاطناب، ولم اقتصر فيه على حديث الكتب الأربعة وإن كانت أشهر مما سواه بين العلماء لوجود كتب كثيرة معتمدة من مؤلفات الثقاة الاجلاء، كلها متواترة النسبة إلى مؤلفيها لا يختلف العلماء ولا يشك الفضلاء فيها...) (4). وفي الفصل اللاحق عد كتاب الاختصاص من جملة الكتب المعتمدة ونسبه إلى الشيخ المفيد (5).
وفي الذريعة إلى تصانيف الشيعة قال الشيخ الطهراني:
(كتاب الاختصاص أي المستخرج من الاختصاص الذي ألفه الشيخ أبو علي المذكور (ويقصد به أحمد بن الحسين بن أحمد بن عمران) للشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد المتوفى سنة 413 ه، استخرجه من الاختصاص المذكور وأدرجه في كتابه الموسوم بالعيون والمحاسن على ما نبينه، توجد نسخة منه في الخزانة الرضوية تاريخ كتابتها سنة 1055 ه، ذكر كاتبها انه كتبها عن مجموعة كلها مستخرجة من كتب القدماء، وفيها هذا المستخرج من كتاب الاختصاص لأبي علي المذكور، استخرجه من الشيخ المفيد، ونسخة من مكتبة مدرسة سبهسالار بطهران بخط الشيخ العالم المصنف أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسماعيل البحراني النجفي، كتابتها سنة 1118 ه، وذكر في آخره انه مختصر من كتاب الاختصاص لأبي علي المذكور، وكاتب هذا دون