الكتاب بل لم ينجز إلا إلى قسم ليس بكبير من كتاب الصلاة.
ولعل الانشغال بمسألة إيران وحركة الدستور فيها صده عن إتمامه فإنه ربما كان هذا التأليف آخر أثر مدون منه (رحمه الله) كما يظهر من تاريخ انتهاء قسم الطهارة منه في الثاني من شهر شوال المكرم في سنة ألف وثلاثمائة وتسع وعشرين من التاريخ الهجري القمري فصادف أجله المفاجئ بشكل غريب لا يخلو من ريب وظن حول العلة وراء وفاته من غير سبق مرض أو علة في حين انه كان في اليوم الثاني من بدء سفره - والأحرى عودته - إلى إيران ليعيش وسط الوقائع والحوادث الجارية آنذاك في تلك البلاد لعل الأمور تؤول إلى صلاح وسداد لكن هبت الرياح على غير ما أحب وأراد (رحمه الله) كما سبق لأوليائه الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.
صورة إجمالية عن الكتاب:
فالنهج في هذا الكتاب على سياق التبصرة وتكملتها ويمتاز عنهما بالشرح والاستدلال مع رعاية الايجاز على عادته المألوفة وحاول الشرح والاستدلال على ما وافقه والذب عنه والتأمل في غيره مع بيان الحق والوجه فيه.
والطابع العالم على هذا الأثر الاحتذاء حذو آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والاقتفاء على آثارهم طبقا للمنهج الأقوم المألوف عند السلف الكرام الصالحين فلم يكن الهم والهدف إلا الكشف عن واقع الشريعة المحمدية الغراء كما هو شأن الخبير البصير في موضوع اعتنى بتحقيقه وكشف واقعه فلا يتناول مسألة إلا على أساس علمي وبرهان مقبول ونظم مبرهن ولا يبدي رأيا عن منشأ ذوق أو هوى بل يحاول الاجتهاد بدراية وتعقل ينطبق على الوضع المنطقي السائد على وسائل الإعلام في الشريعة.
وراعى في ذلك القواعد المقررة المبرهنة في محالها فاستفاد من كل ما يمكن