لهذا الدين منبعا ومصدرا إلا الكتاب كتاب الله المنزل وما صدر عن الرسول قولا وفعلا وسكونا كما أن قسما منهم من الذين وعوا مغزى الدعوة المحمدية وهذا النداء السماوي والغاية المحكمة رأت وبالبراهين المتقنة وبالوجدان من صاحب الرسالة استمرار الخط الرسالي في أهل بيت النبوة وعترته في الدرجة التالية بعده فاقتفوا آثارهم كاقتفائهم آثار النبوة إلى جنب الكتاب العزيز القرآن المجيد فقام أصحاب الفكر والوعي من هؤلاء على مركب العقل بدراسة الكتاب والسنة واعتنوا بهذا الشأن كل العناية وراعوا ذلك رعاية المتعلم النشيط معلمه والمتأدب مؤدبه فحاولوا فهم الدين وفقهه - ومن ضمنه الأحكام والتشريعات -.
وعبر الدهور والأجيال تطور هذا العلم كما وكيفا بفضل ما من به صاحب الرسالة وأهل بيته العترة الهادية من جانب وبذل الطالبين جهدهم ومساعيهم من جانب آخر فهم لم يألوا جهدا وجدوا سيرا فلم تمنعهم لومة لائم ولا مضرة شائك فجزاهم الله جزاء المحسنين وأبدلهم بما عنده من النعيم وأحلهم محل رضوانه. آمين.
وممن تابع هذا الخط وقام بمهمة المحافظة على هذا التراث الأوحد كحلقة الوصل إلى الخلف من الأجيال هو المحقق الأصولي البارع والفقيه العظيم المولى محمد كاظم الهروي الخراساني المعروف بالآخوند أو المحقق الخراساني (رحمه الله) فهو شيخ مشائخ المتأخرين وقدوة أهل أصول الفقه بل الفقه.
فهو غني عن التعريف والترجمة فقد خالط اسمه في الحوزات العلمية الشيعية بعلم الأصول بفضل كتابه المعروف - كفاية الأصول - في الدرجة الأولى وحاشيته على فرائد الأصول للشيخ الأعظم العلامة الأنصاري (قدس سره) في الثانية حيث إن الأول وضع كتابا دراسيا يتعلمه الطلاب في مرحلة السطح العالي - حسب نظام الدراسة في الحوزات العلمية - كما أن مرحلة خارج الأبحاث في هذه الحوزات تزيد من آراء المحقق الخراساني أهمية واهتماما كبيرا واعتناء أكثر فأكثر قل ما يبحث موضوع