بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة التحقيق إذا كان من نظام حياة الانسان أن يقوم بنفسه لسد حاجاته والتوصل إلى متطلباته وإصلاح شؤونه فإنه يواجه وبصورة دائمة خيارين بين ما يناسب شأنه وطبيعة أمره ووجوده وما لا يناسب ذلك.
فهو مضطر إلى ضبط الخيارات المناسبة والحركات الهادفة إلى غرض تضمين سلامته ودوامه وخيره وصلاحه ومن هذا المبدأ جاء الاسلام بتشريعه القويم على لسان نبيه ليبين للإنسان حدود هذه الخيارات والحركات وثغورهما فيجعله على سبل السلام والصراط الأقوم لحياته ويخرجه عن الضنك في العيش إلى الرغد فيه ومن الظلمات في المسالك إلى الأنوار المضيئة فيها.
فوعت هذا البلاغ قلوب سليمة وتسلمت الأمانة أيدي آهلة لها فقامت طائفة منها بدورها إلى استيعاب معالم الشريعة حسب وسعها بدءا ومآلا ظاهرا وباطنا لتروى وتتأمل في ظل تعاليم صاحب الرسالة والكتاب المنزل عليه فلم تجد