بجبل أوراس كتب إليهم بمكانهم حول توزر (1) يأمرهم بحصارها فحاصروها سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة وربما كان منهم ببلد الحامة لهذا العهد ويعرفون ببني ورتاجن احدى بطونهم وأما جمهورهم فلم يزالوا بالمغرب الأقصى بين ملوية إلى جبل راشد (وذكر موسى) بن أبي العافية في كتابه إلى الناصر الأموي يعرفه بحربه مع ميسور مولى أبى القاسم الشيعي ومن سار إليه من قبائل زناتة فذكر فيمن ذكر ملوية وسار من قبائل بنى واسين وبنى يفرن وبنى يرناتن وبنى ورنمت ومطماطة فذكر منهم بنى واسين لان تلك المواطن من موطنهم قبل الملك (وفى هذه الطبقة منهم بطون) فمنهم بنو مرين وهم أكثرهم عددا وأقواهم سلطانا وملكا وأعظمهم دولة (ومنهم) بنو عبد الواد تلوهم في الكثرة والقوة وبنو توجين من بعدهم كذلك هؤلاء أهل الملك من هذه الطبقة وفيها غير أهل الملك بنو راشد اخوة بنى يادين كما نذكره وفيها أهل الملك أيضا من غير نسبهم بقية من مغراوة بمواطنهم الأولى من وادى شلب فنضت فيهم عروق الملك بعد انقراض جيلهم الأول فتجاذبوا حبله مع أهل هذا الجيل وكانت لهم في مواطنهم دولة كما نذكره (ومن أهل هذه الطبقة) كثير من بطونهم ليس لهم ملك نذكرهم الآن عند تفصيل شعوبهم وذلك أن أحياءهم جميعا تشعبت من زرجيك بن واسين فكان منهم بنو يادين ابن محمد وبنو مرين بن ورتاجن فأما بنو ورتاجن فهم من ولد ورتاجن بن ماخوح ابن جريح بن فاتن بن يدر بن يخفت بن عبد الله بن ورتنيك بن المعز بن إبراهيم بن رجيك (وأما بنو مرين) بن ورتاجن فتعددت أفخاذهم وبطونهم كما نذكر بعد حتى كثروا سائر شعوب بنى ورتاجن وصار بنو ورتاجن معدودين في جملة أفخاذهم وشعوبهم (وأما بنو يادين) بن محمد فمن ولد زرجيك ولا أذكر الآن كيف يتصل نسبهم به وتشعبوا إلى شعوب كثيرة فكان منهم بنو عبد الواد وبنو توجين وبنو مصاب وبنو زردال يجمعهم كلهم نسب يادين بن محمد وفى محمد هذا يجتمع يادين وبنو راشد ثم يجتمع محمد مع ورتاجى في زرجيك بن واسين وكانوا كلهم معروفين بين زناتة الأولى ببني واسين قبل أن تعظم هذه البطون والأفخاذ وتتشعب مع الأيام وبأرض إفريقية وصحراء برقة وبلاد الزاب منهم طوائف من بقايا زناتة الأولى قبل انسياحهم إلى المغرب فمنهم بقصور غذامس على عشرة مراحل قبلة سرت وكانت مختطة منذ عهد الاسلام وهي خطة مشتملة على قصور وآطام عديدة وبعضها لبنى ورتاجن وبعضها لبنى واطاس من أحياء بنى مرين يزعمون أن أوليتهم اختطوها وهي لهذا العهد قد استبحرت في العمارة واسعة في التمدن بما صارت محطا لركاب الحاج من السودان وقفل التجار إلى مصر والإسكندرية عند إراحتهم من قطع المفازة ذات الرمال المعترضة أمام طريقهم دون
(٥٨)