وسجلماسة وبعدوا عن بنى يلومى الا في الأحابي وعند الصريخ وكان لبنى يادين منها الناحية الشرقية قبلة المغرب الأوسط ما بين فيكيك ومديونة إلى جبل راشد ومصاب وكان بينهم وبين بنى مرين فتن متصلة باتصال أيامهم في تلك المواضع بسيل القبائل الجيران في مواطنهم وكان الغلب في حروبهم أكثر ما يكون لبنى يادين لما كانت شعوبهم أكثر وعددهم أوفر فإنهم كانوا أربعة شعوب بنى عبد الواد وبنى توجين وبنى زردال وبنى مصاب كان معهم شعب آخروهم إخوانهم بنو راشد لأنا قدمنا أن راشدا أخو يادين وكان موطن بنى راشد الجبل المشهور بهم بالصحراء ولم يزالوا على هذه الحال إلى أن ظهر أمر الموحدين فكان لبنى عبد الواد وتوجين ومغراوة من المظاهرة لبنى يلومى على الموحدين ما هو مذكور في أخبارهم ثم غلب الموحدون على المغرب الأوسط وقبائله من زناتة فأطاعوا وانقادوا وتحيز بنو عبد الواد وبنو توجين إلى الموحدين وازدلفوا إليهم وأمحضوا النصيحة للموحدين فاصطنعوهم دون بنى مرين كما نذكر في أخبارهم وترك الموحدون ضواحي المغرب الأوسط كما كانت لبنى يلومى وبنى وماتوا فملكوها وتفرد بنو مرين بعد مدخل بنى يادين إلى المغرب الأوسط بتلك الصحراء لما اختار الله لهم من وفور قسمهم في الملك واستيلائهم على سلطان المغرب الذي غلبوا به الدول واشتملوا الأقطار ونظموا المشارق إلى المغارب واقتعدوا كراسي الدول المسامتة لهم بأجمعها ما بين السوس الأقصى إلى إفريقية والملك لله يؤتيه من يشاء من عباده فأخذ بنو مرين وبنو عبد الواد من شعوب بنى واسين بحظ من الملك أعادوا فيه لزناتة دولة وسلطانا في الأرض واقتادوا الأمم برسن الغلب وناغاهم في ذلك الملك البدوي إخوانهم بنو توجين وكان في هذه الطبقة الثانية بقية أخرى مما ترك آل خزر من قبائل مغراوة الأول كانوا موطنين بقرار عزهم ومنشأ جيلهم بوادي شلب فجاذبوا هؤلاء القبائل حبل الملك وناغوهم في أطوار الرياسة واستطالوا بمن وصل جناحهم من هذه العشائر فتطاولوا لي مقاسمتهم في الماء ومساهمتهم في الامر وما زال بنو عبد الواد في الغض من عنانهم وجدع أنوف عصبيتهم حتى أوهنوا من بأسهم وخصت الدولة العبد الوادية ثم المرينية بسمة الملك لملحمة من جناح تطاولهم وتمحض ذلك كله عن استبداد بنى مرين واستتباعهم لجميع هؤلاء العصائب كما نذكر لك الآن دولهم واحدة بعد أخرى ومصائر هؤلاء القبائل الأربعة التي هي رؤس هذه الطبقة الثانية من زناتة والملك لله يؤتيه من يشاء والعاقبة للمتقين (ولنبدأ منها بذكر مغراوة) بقية الطبقة الأولى وما كان لرؤسائهم أولاد منديل من الملك في هذه الطبقة الثانية كما ستراه ان شاء الله تعالى
(٦٢)