الأرياف والتلول وبابا لولوج تلك المفازة والحاج والتجرر في موضعهم ومنهم ببلد الحامة غربي قابس أمة عظيمة من بنى ورتاجن وفرت منهم حاميتها واشتدت شوكتها ورحل إليها التجر بالبضائع لنفاق أسواقها وتبحر عمرانها وامتنعت لهذا العهد على مرين وبها من يجار بها فهم لا يؤدون خراجا ولا يسامون بمغرم حتى كأنهم لا يعرفونه عزة جناب وفضل بأس ومنعته ويزعمون أن سلفهم من بنى ورتاجن اختطوها ورياستهم في بيت منهم يعرفون ببني وشاح ولربما طال على رؤسائهم عهد الخلافة ووطأة الدولة فيتطاولون إلى التي تنكر على السوقة من اتخاذ الآلة ويبرزون في زي السلطان أيام الزينة تهاونا بشعار الملك ونسيانا لمألوف الانقياد شأن جيرانهم رؤساء توزر ونفطة وسابق الغاية في هذه الضحكة هو يملول مقدم توزر (ومن بنى واسين) هؤلاء بقصور مصاب على خمس مراحل من جبل تيطر في القبلة لما دون الرمال على ثلاث مراحل من قصور بنى ريغة في المغرب وهذا الاسم للقوم الذين اختطوها ونزلوها من شعوب بنى يادين حسبما ذكرناهم الآن وضعوها في أرض حرة على احكام وضراب ممتنعة في مساربها بين الأرض المحجرة المعروفة بالحمادة في سمت العرق متوسطة فيه قبالة تلك البلاد على فراسخ في ناحية القبلة وسكانها لهذا العهد شعوب بنى يادين من بنى عبد الواد وبنى توجين ومصاب وبنى رزدال فيمن انضاف إليهم من شعوب زناتة وان كان شهرتها مختصة بمصاب وحالها في المباني والاغتراس وتفرق الجماعات بتفرق الرياسة شبيهة بحال بنى ريغة والزاب ومنهم بجبل أوراس بإفريقية طائفة من بنى عبد الواد موطونة منذ العهد القديم لأول الفتح معروفون بين ساكنيه (وقد ذكر) بعض الاخبار بين أن بنى عبد الواد حضروا مع عقبة بن نافع في فتح المغرب عند ايغاله في ديار المغرب وانتهائه إلى البحر المحيط بالسوس في ولايته الثانية وهي الغزاة التي هلك فيها في منصرفه منها وانهم أبلو البلاء الحسن فدعا لهم وأذن في رجوعهم قبل استتمام الغزاة ولما تحيرت زناتة أمام كتامة وصنهاجة اجتمع شعوب بنى واسين هؤلاء كلهم ما بين ملوية كما ذكرناه وتشعبت أحياؤهم وبطونهم وانبسطوا في صحراء المغرب الأقصى والأوسط إلى بلاد الزاب وما إليها من صحارى إفريقية إذ لم يكن للعرب في تلك المجالات كلها مذهب ولا مسلك إلى المائة الخامسة كما سبق ذكره ولم يزالوا بتلك البلاد مشتملين لبوس العز مشمرين للأنفة وكانت مكاتبهم الانعام والماشية وابتغاؤهم الرزق من تحيف السابلة (1) وفى ظل الرماح المشرعة وكانت لهم في محاربة الاحياء والقبائل ومنافسة الأمم والدول ومغالبة الملوك أيام ووقائع فلم بها ولم تعظم العناية باستيعابها فنأتي به والسبب في ذلك أن اللسان العربي كان غالبا لغلبة دولة العرب وظهور الملة العربية فالكتاب والخط
(٥٩)