بلغة الدولة ولسان الملك واللسان العجمي مستتر بجناحه مندرج في غماده ولم يكن لهذا الجيل من زناتة في الأحقاب القديمة ملك يحمل أهل الكتاب على العناية بتقييد أيامهم وتدوين أخبارهم ولم تكن مخالطة بينهم وبين أهل الأرياف والحضر حتى يشهدوا آثارهم لإبعادهم في القفر كما رأيت في مواطنهم وتوحشهم عن الانقياد فبقوا غفلا إلى أن درس منهم الكثير ولم يصل الينا بعد ملكهم الا الشارد القليل يتبعه المؤرخ المضطلع في مسالكه ويتقراه في شعابه ويثيره من مكامنه وأقاموا بتلك القفار إلى أن تسنموا منها هضبات الملك على ما نصفه
(٦٠)