لعمر فاتفق ثابت وعابد أولاد منديل أن يحكماه من تونس فأمكناه منها سنة ثنتين وسبعين على اثنى عشر ألفا من الذهب واستمرت ولاية عمر إلى أن هلك سنة ست وسبعين فاستقل ثابت بن منديل برياسة مغراوة وأجاز عابد أخوه إلى الأندلس للرباط والجهاد مع صاحبه زيان بن محمد بن عبد القوى وعبد الملك بن يغمراسن فحول زناتة واسترجع ثابت بلاد تونس ومليانة من يد يغمراسن ونبذ إليه العهد ثم استغلظ يغمراسن عليهم واسترد تونس سنة احدى وثمانين بين يدي مهلكه (ولما) هلك يغمراسن وقام بالأمر بعده ابنه عثمان انتقضت عليه تونس ثم ردد الغزو إلى بلاد توجين ومغراوة حتى غلبهم آخرا على ما بأيديهم وملك المرية بمداخلة بنى لمدينة أهلها سنة سبع وثمانين وغلب ثابت بن منديل على مازونة فاستولى عليها ثم نزل له عن تونس أيضا فملكها ولم يزل عثمان مراغما لهم إلى أن زحف إليهم سنة ثلاث وتسعين فاستولى على أمصارهم وضواحيهم وأخرجهم عنها وألجأهم إلى الجبال ودخل ثابت بن بمنديل إلى برشك مما لقا دونها فزحف إليهم عثمان وحاصره بها حتى إذا استيقن أنه مخاطبه ركب البحر إلى المغرب وركب إلى يوسف ابن يعقوب سلطان بنى مرين صريخا سنة أربع وتسعين فأكرمه ووعده بالنصرة من عدوه وأقام بفاس وكانت بينه وبين ابن الأشعث من رجالات بنى عسكر صحبة ومداخلة فجاءه بعض الأيام إلى منزله ودخل عليه من غير استئذان وكان ابن الأشعث ثملا فسطا به وقتله وثار السلطان به منه وانفجع لموته وكان ثابت بن منديل قد أقام ابنه محمد الأمير في قومه وولاه عليهم لعهده واستبد بملك مغراوة دونه (ولما انصرف) أبوه ثابت إلى قومه أقام هو في امارته على مغراوة وهلك قريبا من مهلك أبيه فقام بأمرهم من بعده شقيقه على ونازعه الامر أخواه رحمون ومنيف فقتله منيف ونكر ذلك قومهما وأبو من امارتهما عليهم فلحقا بعثمان بن يغمراسن فأجازهما إلى الأندلس (وكان) أخوهما معمر بن ثابت قائدا على الغزاة بالمزة فنزل لمنيف عنها فكانت أول ولاية وليها بالأندلس ولحق بهم أخوهم عبد المؤمن فكانوا جميعا هنالك ومن أعقاب عبد المؤمن يعقوب بن زيان بن عبد المؤمن ومن أعقاب منيف؟؟ بن عمر بن منيف وجماعة منهم لهذا العهد بالأندلس (ولما هلك) ثابت بن منديل سنة أربع وتسعين كما قلناه كفل السلطان ولده وأهله وكان فيهم حافده راشد بن محمد فأصهره إليه في أخته فأنكحه إياها ونهض إلى تلمسان سنة ثمان وتسعين فأناخ عليها واختط مدينته لحصارها وسرح في نواحيها وعقد على مغراوة وشلب لعمر بن ويعزن بن منديل وبعث معه جيشا ففتح مليانة وتونس ومازونة سنة تسع وتسعين ووجد راشد في نفسه إذ لم يوله على قومه وكان يرى أنه الأحق لنسبه وصهره فنزع عن السلطان ولحق بجبال متيحة
(٦٦)