الفؤاد إلى الحشر واللقاء ووالله وجميع ما يقسم به ما اطلع على مستكنه منى غير صديقي وصديقكم الملابس كان لي ولكم الحكيم الفاضل أبى عبد الله الشقوري أعزه الله نفثة مصدور ومباثة خلوص إذ أنا أعلم الناس بمكانه منكم وقد علم ما كان منى حين مفارقة تلمسان واضمحلال أمره من اجماع الامر على الرحلة إليكم والخفوق إلى حاضرة البحر للإجازة إلى عدوتكم تعرضت فيهم للتهم ووقفت بمجال الظنون حتى تورطت في الهلكة ولولا حسن رأيه في وثبات بصيرته لكنت في الهالكين الأولين كل ذلك شوقا إلى لقائكم وتمثلا لأنسكم فلا تظنوا بي الظنون ولا تصدقوا التوهمات فانا من قد علمتم صداقة وسذاجة وخلوصا واتفاق ظاهر وباطن أثبت الناس عهدا وأحفظهم غيبا وأعرفهم بوزان الاخوان ومزايا الفضلاء ولأمر ما تأخر كتابي من تلمسان فأنى كنت استشعر ممن استضافني ريبا بخطاب سواه خصوصا جهتكم لقديم ما بين الدولتين من الاتحاد والمظاهرة واتصال اليد مع أن الرسول تردد إلى وأعلمني اهتمامكم واهتمام السلطان بولاه الله باستكشاف ما أبهم من حالي فلم أترك شيئا مما أعلم تشوقكم إليه الا وكشفت له قناعه وآمنته على ابلاغه ولم أزل بعد ايناس المولى الخليفة لدمائي وجذبه بضبعي سابحا في تيار الشواغل كما علمت القاطعة حتى عن الفكر وسقطت إلى محل مجد خدمتي من هذه القاصية أخبار خلوصكم إلى المغرب قبل فصول راحلتي إلى الحضرة غير خلية ولا ملتئمة ولم يتعين ملقى العصا ولا مستقر النوى فأرجأت الخطاب إلى استجلائها وأفدت من كتابكم العزيز الجاري على سنن الفضل ومذاهب المجد ما كيفه القدر من بديع الحال لديكم وعجيب تأتي أملكم الشارد فيه كما كنا نستبعده عند المفاوضة فحمدت الله لكم على الخلاص من ورطة الدول على أحسن الوجوه وأجمل المخارج الحميدة العواقب في الدنيا والدين العائدة بحسن المآل في المخلف من أهل وولد ومتاع وأثر بعد أن رضتم جموح الأيام وتوقلتم قلل العز وقدتم الدنيا بحذافيرها وأخذتم بآفاق السماء على أهلها وهنيئا فقد نالت نفسكم التواقة أبعد أمانيها ثم تاقت إلى ما عند الله وأشهد لما ألهمتم للاعراض عن الدنيا ونزع اليد من حطامها عند الأصحاب والأقيال ونهى الآمال الا جذبا وعناية من الله وحبا وإذا أراد الله أمرا يسر أسبابه واتصل بي ما كان من تحفى السيادة المولوية بكم واهتزاز الدولة لقدومكم ومثل هذه الخلافة أيدها الله من يثابر على المفاخر ويثأر بالأخاير وليت ذلك عند اقبالكم على الحظ وأنسكم باجتلاء الآمال حتى يحسن المتاع ويتجمل السرير الملوكي بمكانكم فالظن ان هذا الباعث الذي هزم الآمال ونبذا الحظوظ؟؟
المفارق العزيز سومكم الله حتى يأخذ بيدكم إلى فضاء المجاهدة ويستوى بكم على جدد