الرياضة والله يهدى للتي هي أقوم وكأني بالاقدام نقلت والبصائر بالهام الحق صقلت والمقامات خلفت بعد أن استقبلت والعرفان شيمة أنواره وبوارقه والوصول انكشفت حقائقه لما ارتفعت عوائقه وأما حالي والظن بكم الاهتمام بها والبحث عنها فغير خفية بالباب المولوي أعلاه الله ومظهرها في طاعته ومصدرها عن أمره وتصاريفها في خدمته والزعم أنى قمت المقام المحمود في التشيع والانحياش واستمالة الكافة إلى المناصحة ومخالصة القلوب للولاية وما يتشوفه مجدكم ويتطلع إليه فضلكم وأما اهتمامكم في خاصتها من النفس والولد فجهينة خبره مؤدى كتابي إليكم ناشئ تأديبي وثمرة ترتيبي فسهلوا له الاذن وألينوا له جانب النجوى حتى يؤدى ما عندكم وما عندي وخذوه بأعقاب الأحاديث ان يقف عند مباديها وائتمنوه على ما تحدثون فليس بضنين على السر وتشوقي بما يرجع به إليكم سيدي وصديقي وصديقكم المقرب في المجد والفضل المساهم في الشدائد كبير المغرب وظهير الدولة أبو يحيى بن أبي مدين كان الله له في شأن الولد والمخلف تشوق الصديق لكم الضنين على الأيام بقلامة الظفر من ذات يديكم فأطلعوه طلع ذلك ولا يهمكم بالفراق الواقع حس فالسلطان كبير والأثر جميل والعدو الساعي قليل حقير والنية صالحة والعمل خالص ومن كان له كان الله له واستطلاع الرياسة المرتبة الكافلة كافأ الله يده البيضاء عنى وعنكم؟؟ من أحوالكم استطلاع من يسترجح وزانكم ويشكر الزمان على ولائه بمثلكم وقد قررت من علو مناقبكم وبعد شأوكم وغريب منحاكم ما شهدت به آثاركم الشائعة الخالدة في الرياسة المتأدية على ألسنة الصادر والوارد من الكافة من حمل الدولة واستقامة السياسة ووقفته على سلامكم وهو يراجعكم بالتحية ويساهمكم بالدعاء وسلامي على سيدي وفلذة كبدي ومحل ولدى الفقيه الزكي الصدر أبى الحسن نجلكم أعزه الله وقد وقع منى موقع البشرى حلوله من الدولة بالمكان العزيز والرتبة النابهة والله يلحفكم جميعا رداء العافية والستر ويمهد لكم محل الغبطة والأمن ويحفظ عليكم ما أسبغ من نعمته ويجريكم على عوائد لطفه وعنايته والسلام الكريم يخصكم من المحب الشاكر الداعي الشائق شيعة فضلكم عبد الرحمن ابن خلدون ورحمة الله وبركاته في يوم الفطر عام اثنين وسبعين وسبعمائة وكان بعث إلى مع كتابه نسخة كتابه إلى سلطانه ابن الأحمر صاحب الأندلس عند ما دخل جبل الفتح وصار إلى إيالة بنى مرين فخاطبه من هنالك بهذا الكتاب فرأيت أن أثبته هنا وإن لم يكن من غرض التأليف لغرابته ونهايته في الجودة وأن مثله لا يهمل من مثل هذا الكتاب مع ما فيه من زيادة الاطلاع على أخبار الدول في تفاصيل أحوالها ونص الكتاب
(٤٣٦)