حاله عند السلطان وكثرت السعاية به فنكب وقتله وبلغ الخبر إلى أخيه فانتقض كما قلناه وأمكن خليفة بن وروا وقومه من مدينة طرابلس فقتلوا الصنهاجيين واستولوا عليها ونزل خليفة بقصر عبد الله وأخرجه عنه واستصفى أمواله وحرمه واتصل ملك خليفة ابن وروا وقومه بنى خزرون بطرابلس وخاطب الخليفة بالقاهرة الظاهر بن الحكم سنة سبع عشرة بالطاعة وضمان السابلة وتشييع الرفاق ويحفظ عهده على طرابلس فأجابه إلى ذلك وانتظم في عمله وأوفد في هذه السنة أخاه حمادا على المعز بهديته فتقبلها وكافأه عليها (هذا آخر ما حدث به) ابن الرقيق من أخبارهم ونقل ابن حماد وغيره أن المعز زحف أعوام ثلاثين وأربعمائة إلى زناتة بجهات طرابلس فبرزوا إليه وهزموه وقتلوا عبد الله ابن حماد وسبوا أخته أم العلو بنت باديس ومنوا عليها بعد حين وأطلقوها إلى أخيها ثم زحف إليهم ثانية فهزموه ثم أتيحت له الكرة عليهم فغلبهم وأذعنوا لسطانه واتقوه بالمهادنة فاستقام أمرهم على ذلك وكان خزرون بن سعيد لما غلبه خليفة بن وروا على امارة زناتة لحق بمصر فأقام فيها بدار الخلافة ونشأ بنوه بها وكان منهم المنتصر بن خزرون وأخوه سعيد ولما وقعت الفتنة بين الترك والمغاربة بمصر وغلبهم الترك وأجلوهم عنها لحق المنتصر وسعيد بطرابلس وأقاما في نواحيها ثم ولى سعيد أمر طرابلس ولم يزل واليا عليها إلى أن هلك سنة تسع وعشرين (وقال أو محمد) التيجاني في رحلته عند ذكر طرابلس ولما قتلت زغبة سعيد بن خزرون سنة تسع وعشرين قدم خليفة بن خزرون من القيطون إلى ولايتها فأمكنه منها رئيس الشورى وبها يومئذ من الفقهاء أبو الحسن بن المنتصر المشتهر بعلم الفرائض وبايع له وقام بها خزرون إلى سنة ثلاثين بعدها فقام المنتصر بن خزرون في ربيع الأول منها ومعه عساكر زناتة ففر خزرون بن خليفة من طرابلس مختفيا وملكها المنتصر بن خزرون وأوقع بابن المنتصر ونفاه واتصلت بها امارته انتهى ما نقله التيجاني (وهذا الخبر) مشكل من جهة أن زغبة من العرب الهلاليين وانما جاؤوا إلى إفريقية من مصر بعد الأربعين من تلك المائة فلا يكون وجودهم بطرابلس سنة تسع وعشرين الا ان كان تقدم بعض أحيائهم إلى إفريقية من قبل ذلك فقد كان بنو مرة ببرقة بعثهم الحاكم مع يحيى بن علي بن حمدون إلا أن ذلك لم ينقله أحد ولم تزل طرابلس بأيدي بنى خزرون الزناتيين ولما وصل العرب الهلاليون وغلبوا المعز بن باديس على أعمال إفريقية واقتسموها كانت قابس وطرابلس في قسمة زغبة والبلد لبنى خزرون ثم استولى بنو سليم على الضاحية وغلبوا عليها زغبة ورحلوهم عن تلك المواطن ولم تزل البلد لبنى خزرون وزحف المنتصر بن خزرون مع بنى عدى من قبائل هلال مجلبا على بنى حماد حتى نزل المسيلة ونزل أشير ثم
(٤٣)