محمد بن حسن من صنائعه فاستقدم وفدهم بأمانه فوصلهم وروا على نفزاوة والنعيم بن كنون على قسطينة وشرط عليهم أن يرحلوا بقومهم على أعمال طرابلس فرجعوا إلى أصحابهم وأرتحل باديس إلى القيروان وولى على طرابلس محمد بن الحسن ونزل وروا بنفزاوة والنعيم قسطينة (ثم انتقض) وروا سنة احدى وأربعمائة ولحق بجبال ايدمر فتعاقدوا على الخلاف واستضاف النعيم بن كنون نفزاوة إلى عمله ورجع خزرون بن سعيد عن أخيه وروا إلى السلطان باديس وقدم عليه بالقيروان سنة ثنتين وأربعمائة فتقبله ووصله وولاه عمل أخيه نفزاوة وولى بنى محلية من قومه على قفصه وصارت مدن؟؟ لزناتة وزحف وروا بن سعيد فيمن معه من زناتة إلى طرابلس وبرز إليه عاملها محمد بن حسن فتواقعوا ودارت بينهم حروب شديدة انهزم فيها وروا وهلك الكثير من قومه ثم راجع حصارها وضيق على أهلها فبعث باديس إلى خزرون وأخيه وا النعيم بن كنون وأمراء الجريد من زناتة بأن يخرجوا لحرب صاحبهم فخرجوا إليه وتواقعوا بعبرة ما بين قابس وطرابلس ثم اتفقوا ولحق أصحاب خزرون بأخيه وروا ورجع خزرون إلى عمله واتهمه السلطان بالمداهنة في شأن أخيه وروا فاستقدمه من نفزاوة فاستراب وأظهر الخلاف وسرح السلطان إليه فتوح بن أحمد في العساكر فأجفل عن عمله واتبعه النعيم وسائر زناتة ولحقوا جميعا بوروا بن سعيد سنة أربع وتظاهروا على الخلاف ونصبوا الحرب على مدينة طرابلس واشتد فساد زناتة فقتل السلطان من كان عنده من رهن زناتة واتفق وصول مقاتل بن سعيد نازعا عن أخيه وروا في طائفة من أبنائه وأخواله فقتلوا معهم جميعا وشغل السلطان بحرب عمه حماد ولما غلبه بشلب سنته وانصرف إلى القيروان بعث إليه وروا بطاعته ثم كان مهلك وروا سنة خمس وأربعمائة وانقسم قومه على ابنه خليفة وأخيه خزرون بن سعيد واختلفت كلمتهم ودس حسن بن محمد عامل طرابلس في التصريف بينهم ثم صار أكثر زناتة إلى خليفة وناجز عمه خزرون الحرب فغلبه على القيطون وضبط زناتة وقام فيهم بأمر أبيه وبعث بطاعته إلى السلطان باديس بمكانه من حصار القلعة فتقبلها ثم هلك باديس وولى ابنه المعز سنة ست وانتقض خليفة بن وروا عليه وكان أخوه حماد بن وروا يضرب على أعمال طرابلس وقابس ويواصل عليها الغارة والنهب إلى سنة ثلاث عشرة فانتقض عبد الله بن حسن صاحب طرابلس على السلطان وأمكنه من طرابلس وكان سبب ذلك أن المعز بن باديس لأول ولايته استقدم محمد بن حسن من عمله واستخلف عليه أخاه عبد الله بن حسن وقدم على المعز وفوض إليه أمر مملكته وأقام على ذلك سبعا وتمكنت
(٤٢)