لبيان كيفية الرد كما في الأخبار التي قدمناها.
ولا بأس بذكر الخبر كملا لتظهر للناظر قوة ما ذكرناه من الاجمال وهو ما رواه زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) (1) قال: " دخل يهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعائشة عنده فقال السام عليكم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليكم. ثم دخل آخر فقال مثل ذلك فرد (صلى الله عليه وآله) عليه كما رد على صاحبه. ثم دخل آخر فقال مثل ذلك فرد رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليه كما رد على صاحبيه فغضبت عائشة فقالت عليكم السام والغضب واللعنة يا معشر اليهود يا إخوة القردة والخنازير. فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا عائشة إن الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء إن الرفق لم يوضع على شئ قط إلا زانه ولم يرفع عنه قط إلا شانه. قالت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أما سمعت إلى قولهم: السام عليكم؟ فقال بلى أما سمعت ما رددت عليهم؟
قلت عليكم، فإذا سلم عليكم مسلم... الحديث كما تقدم ".
وسياق الخبر كما ترى إنما هو في ما ذكرناه لا في بيان كيفية الرد وحينئذ فالمراد منه إنما هو بيان زيادة لفظ السلام في الرد على المسلم دون الكافر وذكره بهذه الكيفية وقع تعليما لذلك، والأخبار المتقدمة صريحة في أن الكيفية الواجبة في الرد هي التي يقدم فيها الظرف كما عرفت.
وبما ذكرناه صرح العلامة في التذكرة فقال: وصيغة الجواب " وعليكم السلام، ولو قال: " وعليك السلام " لا واحد جاز. ولو ترك العطف فقال:
" عليكم السلام " فهو جواب خلافا لبعض الشافعية (2) فلو تلاقى اثنان فسلم كل واحد منهما على الآخر وجب على كل واحد منهما جواب الآخر ولا يحصل