في الفقيه (1) قال: " قال الصادق (عليه السلام) إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى ابن عمران (عليه السلام) أن اخرج عظام يوسف (عليه السلام) من مصر ووعده طلوع القمر فأبطأ طلوع القمر عليه فسأل عمن يعلم موضعه فقيل له هنا عجوز تعلم علمه فبعث إليها فأتي بعجوز مقعدة عمياء فقال تعرفين قبر يوسف (عليه السلام)؟ قالت:
نعم. قال فأخبريني بموضعه قالت لا أفعل حتى تعطيني خصالا: تطلق رجلي وتعيد إلي بصري وترد إلي شبابي وتجعلني معك في الجنة. فكبر ذلك على موسى (عليه السلام) فأوحى الله عز وجل إليه إنما تعطي علي فاعطها ما سألت ففعل فدلته على قبر يوسف فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر فلما أخرجه طلع القمر فحمله إلى الشام فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشام " ومثله الأخبار الواردة في نقل نوح لعظام آدم (عليهما السلام) في تابوت إلى الغري ودفنه فيه (2) والتقريب فيها أن الظاهر من نقلهم ذلك لشيعتهم وتقريرهم عليه جواز ذلك كما وقع في مواضع، مثل حديث " ذكرى حسن عليه كل حال " المروي عن موسى (عليه السلام) (3) ومنها جعل المهر إجارة الزوج نفسه مدة كما حكاه الله تعالى عن موسى (عليه السلام) في تزويجه ابنة شعيب، فإن أكثر الأصحاب على القول بذلك للآية الشريفة (4) ونحو ذلك مما يقف عليه المتتبع، وبذلك يظهر ما في قول بعض أفاضل متأخري المتأخرين من أن وقوع ذلك في شرع من قبلنا لا يدل على جوازه في شرعنا، وبما ذكرناه أيضا صرح الفاضل المولى محمد تقي المجلسي في شرحه على الفقيه حيث قال: " والظاهر