جدده وأحوج إلى تجديده وقد جعله جدثا محفورا، وأقول إن التجديد على المعنى الذي ذهب إليه محمد بن الحسن الصفار والتحديد بالحاء غير المعجمة الذي ذهب إليه سعد بن عبد الله والذي قاله البرقي من أنه جدث كله داخل في معنى الحديث وأن من خالف الإمام في التجديد والتسنيم والنبش واستحل شيئا من ذلك فقد خرج من الاسلام.
والذي أقوله في قوله (عليه السلام): " من مثل مثالا " أنه يعني به من أبدع بدعة ودعا إليها أو وضع دينا فقد خرج من الاسلام، وقولي في ذلك قول أئمتي (عليهم السلام) فإن أصبت فمن الله على ألسنتهم وإن أخطأت فمن عند نفسي " انتهى كلامه.
وقال الشيخ (رحمه الله) في التهذيب بعد ذكر هذا الاختلاف في معنى قول البرقي: " ويمكن أن يكون المعنى في هذه الرواية - يعني رواية " الجدث " - أن يجعل القبر دفعة أخرى قبرا لإنسان آخر لأن الجدث هو القبر فيجوز أن يكون الفعل مأخوذا منه قال وكان شيخنا محمد بن محمد بن النعمان (رحمه الله) يقول إن الخبر بالخاء والدالين وذلك مأخوذ من قوله تعالى " قتل أصحاب الأخدود " (1) والخد هو الشق يقال خددت الأرض خدا أي شققتها شقا، وعلى هذه الرواية يكون النهي يتناول شق القبر أما ليدفن فيه أو على جهة النبش على ما ذهب إليه محمد بن علي يعني الصدوق، قال وكل ما ذكرناه من الروايات والمعاني محتمل والله أعلم بالمراد والذي صدر عنه الخبر ".
قال في المدارك بعد نقل ملخص كلام الصدوق: هذا كلامه (رحمه الله) وفيه نظر من وجوه، ولقد أحسن المصنف في المعتبر حيث قال: " وهذا الخبر قد رواه محمد بن سنان عن أبي الجارود عن الأصبغ عن نباتة عن علي (عليه السلام) ومحمد بن سنان ضعيف وكذا أبو الجارود فإذن الرواية ساقطة فلا ضرورة إلى التشاغل بتحقيق متنها " انتهى ما ذكره في المعتبر.
وقد اعترضه في الذكرى بأن اشتغال هؤلاء الأفاضل بتحقيق هذه اللفظة مؤذن