وسيأتي أن جب الحزن واد في جهنم أعده الله للفقراء المرائين.
قلت: وظاهر السياق يقتضي أن هذا العذاب بأنواعه في حق عصاة الموحدين لا في حق المشركين، فإياك أن تقول هذا في حق الكفار فإنه يؤدي إلى نفي تعذيب أحد من أهل القبلة وهو خلاف مذهب أهل السنة والجماعة فلا بد من طائفة تدخل النار من الموحدين ثم تخرج من النار بالشفاعة.
وانظر يا أخي إلى ما كان عليه السلف الصالح من الخوف حتى كأن النار ما خلقت إلا لهم، واسلك طريقهم. وفي حديث البزار:
" " ثم مررت على واد فسمعت صوتا منكرا فقلت: يا جبريل ما هذا الصوت؟ فقال: هذا صوت جهنم تقول يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثرت سلاسلي وأغلالي وسعيري وحميمي وغساقي وغسليني وقد بعد قعري واشتد حري ائتني بما وعدتني، قال لك كل مشرك ومشركة وخبيث وخبيثة، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب، قالت قد رضيت " ".
فهذا يقتضي أن أهلها الحقيقيين هم هؤلاء. والله تعالى أعلم.
وروى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
" " والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال رأيت الجنة والنار " ".
وروى البزار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم وهم يضحكون فقال تضحكون وذكر الجنة والنار بين أظهركم؟ قال ابن الزبير: فما رؤي أحد منهم ضاحكا حتى مات ونزلت فيهم * (نبئ عبادي أني الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم) *.
وروى أبو يعلي: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوما فقال: " " لا تنسوا العظيمتين الجنة والنار ثم بكى حتى جرى وبل دموعه على جانب لحيته، ثم قال: