الريش بين مصر ومنية الأمير وهو مخشب هو وجماعته على جمال وهو يضحك، فقلت له أيش هذه الحال؟ فقال ما أراد أن نقدم عليه إلا هكذا، قال وكان أصل هذه الواقعة أن الشيخ عز الدين قال لجماعته في أيام الغلاء يا فقراء رأيت أنه ينزل علينا بلاء، فمن أحب أن يشاركنا فيه فليقعد، ومن أحب أن يهرب فليهرب فقال بعض الفقراء كأن الشيخ استثقل بأكلنا في هذا الغلاء فبعد أيام قلائل ضربت المناسر مصر وكان الشيخ عز الدين وجماعته يسهرون الليل في العبادة وينامون بالنهار في الزاوية في كوم الريش، فجاء إنسان إلى السلطان وقال له قد عثرنا على المنسر الذي يدق المدينة، فأرسل الوالي فقبض على الشيخ وجماعته وكانوا أربعين رجلا، فأمر السلطان الوالي بتوسيطهم فوسطهم في الكوم، فبينما الفقراء بالليل وإذا بكلب يأكل من الموسطين، فزحف الشيخ واخذ جريدة وطرد الكلب عن جماعته، فأخبر الوالي بذلك فجاء يعنف الشيخ، فقال له الشيخ أنت وسطتنا بسيف السلطان ونحن نوسطك بسيف القدرة، فأشار بالجريدة فوسط الوالي فهم الآن كلهم مدفونون في الكوم الشيخ والوالي والفقراء رضي الله عنهم.
روى الإمام أحمد والطبراني مرفوعا: " " لا يشهد أحدكم قتيلا لعله أن يكون مظلوما فيصيبه السخط " ".
وروى الطبراني والبيهقي مرفوعا: " " لا يقفن أحدكم موقفا يقتل فيه رجل ظلما فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه ولا يقفن أحدكم موقفا يضرب فيه رجل ظلما فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه " ".
قلت وخرج بقوله ظلما من قتل بسيف الشرع أو جلد في زنا لقوله تعالى:
* (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) *. والله تعالى أعلم.
وروى الطبراني مرفوعا بإسناد حسن: " " من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان " ".
وفي رواية له أيضا مرفوعا: " " ظهر المؤمن حمى إلا بحقه " ". والله تعالى أعلم.