أما بعد فهلم يا أخي إلى الأرض المقدسة فلعلك تموت فيها فكتب إليه سلمان:
أما بعد، يا أخي فقد بلغني كتابك وفهمت ما فيه وإن الأرض المقدسة لا تقدس أحدا، وإنما يقدس كل إنسان عمله والسلام.
فإياك يا أخي أن تسافر للقدس أو دمشق بلا نية صالحة، فإن الدنيا وما فيها كالهباء إلا ما ابتغى به وجه الله. وقد علمت هذا العهد لبعض إخواننا من التجار فصار يحرر نيته من مصر إلى زيارة أبينا الخليل عليه الصلاة والسلام وإلى زيارة موسى ولوط وشعيب ونوح وإن لم يثبت من طريق المحدثين إن تلك القبور هي قبور هؤلاء الأنبياء يقينا فيزورهم العبد بالنية وأيضا فإن أرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لها الإطلاق والسراح في البرزخ فلا يطلبهم إنسان في مكان وإلا ويحضرون عنده، وإذا كان بعض الأولياء يحضر عند مريده في أي وقت طلبه فالأنبياء أولى بذلك.
* (والله واسع عليم) *.
روى الترمذي وقال حديث حسن مرفوعا:
" " اللهم بارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، قال:
اللهم بارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، قال هناك الزلازل والفتن، أو قال: ومنها يخرج قرن الشيطان " ".
وروى أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم، وقال صحيح الإسناد مرفوعا:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن خولة: عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده.
وروى ابن خزيمة والترمذي بإسناد جيد مرفوعا:
" " إن الله عز وجل يقول: يا شام أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرتي من خلقي، إن الله تكفل لي بالشام وأهله " ".
وروى الطبراني والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين مرفوعا:
" " ألا وإن الأمان إذا وقعت الفتن فالأمن بالشام " ".
وفي رواية له أيضا مرفوعا: " " أهل الشام وأزواجهم وذرياتهم وعبيدهم وإماؤهم