اللقاء، ولا نترك ذلك لضرورة، كأن لم يرض من نصافحه أن نصافحه لفخامته كالباشوات والدفتردار ونحوهما أو لجهل وغلظة كجند السلطان وجبلية الوالي ونحوهم، وكان ذلك من خلق أخي أبي العباس الحريثي رحمه الله ومن خلق والده كان لا يسلم عليهما أحد إلا صافحاه فبهداهما اقتده.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول الحكمة في المصافحة استجلاب الود والتعاضد كان كلا منهما يقول لصاحبه أنا معك في جميع ما تريد من الخير فإن صورة المصافحة صورة العهد:
وكان صلى الله عليه وسلم لا يصافح أحدا إلا ويشد على يده فيشابكه إشارة لقوة التلازم فاعلم ذلك واعمل عليه والله يتولى هداك.
* (والله عليم حكيم) *.
روى أبو داود والترمذي مرفوعا: " " ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا " ".
وفي رواية للطبراني مرفوعا: " " إن المسلمين إذا التقيا وتصافحا وضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه لا يفعلان ذلك إلا لله، لم يتفرقا حتى يغفر لهما " ".
وفي رواية للإمام أحمد والبزار وأبي يعلي مرفوعا:
" " ما من مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه إلا كان حقا على الله عز وجل أن يحضر دعاءهما، ولا يفرق بين أيديهما حتى يغفر لهما " ".
ومعنى يحضر دعاءهما، يجيبه، وإلا فالحق تعالى حاضر على الدوام.
وروى الطبراني عن أنس قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا، وفي رواية له مرفوعا: " " إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده يصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر " ".
وروى الترمذي مرفوعا: " " إن من تمام التحية الأخذ باليد " ".