اذكر لهن ما عليهن من حق الزوج أولا، لأننا لا نطيقهن من جهلهن بما لهن علينا من الحق فكيف نطيقهن إذا عرفن الحقوق التي لهن علينا؟
فإياك يا أخي إذا عرفت العلم أن تتخذه سلاحا تقاتل به كل من له عليك حق، فإن ذلك حق أريد به باطل، وربما عملت يا أخي بالأقوال التي ليست في مذهبك وخاصمت بها زوجتك وظفرت عليها بالحجج حتى تقهرها وتظهر للناس أنها ظالمة، والحال بخلاف ذلك، والناقد بصير.
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ يبين له طرق السياسة وتمهيدها لكل خصم حتى يكون كل منهما يبادر إلى إعطاء ما عليه من الحق لما لنفسه من الحظ والمصلحة، فإن من لم يعرف طرق السياسة ربما نسبوه إلى غرض وخاصمه أحد الخصمين وأخرجه عن كونه ميزان عدالة.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: أخلاق الزوجة على صورة أخلاق الرجل في نفسه لأنها منه خلقت، فمن جهل شيئا من أخلاقه فلينظر إلى أخلاق زوجته فإنها تغمز عليه، فإن أردت يا أخي استقامة زوجتك في الأخلاق فاستقم مع الله فيما بينك وبينه، قال وهذا أمر قد أغفله الناس فصاروا يشكون من أخلاق زوجاتهم ولا ينتبهون لنفوسهم ولو أنهم عرفوا ما قلناه لرجعوا لنفوسهم فاستقاموا في أخلاقها فاستقامت أخلاق نسائهم.
وقد جربت أن؟؟ وزوجتي أم عبد الرحمن رضي الله عنه في أخلاقها، فلا أتعوج في عمل ظاهر أو باطن؟؟ إلا؟؟ وتتعوج على في أخلاقها قهرا عليها مع أنها ذات خلق حسن، وربما أكون معها في أحسن ما يكون من حسن العشرة فيخطر في بالي فعل شئ من الشهوات فتتغير في المجلس قهرا فأعرف سبب ذلك فأرجع عنه فترجع في الحال.
وفي رسالة القشيري عن الفضيل بن عياض: أنه كان يقول: إني لأعصي الله تعالى فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي وزوجتي، فإذا استغفرت وندمت زال ذلك الخلق السيئ فأعرف قبول التوبة، وكثيرا ما كنت أستغفر وأندم فيدوم الحمار على شموسه، والعبد والزوجة على مخالفة ما آمرهم به فأعرف أن توبتي لم تقبل. ففتش يا أخي نفسك في الأخلاق السيئة قبل أن تشكو من زوجتك، وكذلك المرأة ينبغي لها أن تفتش نفسها ثم تشكو من زوجها. ثم إن ما ذكرناه من هذه القاعدة هو الغالب في الناس، وقد يكون