ورع أهل الله تعالى فإياك أن تنزل عن الورع في ظاهر الشرع فتنزل قدمك إلى النار والله يتولى هداك.
روى الشيخان والترمذي مرفوعا: " " الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه " " الحديث.
وفي رواية للبخاري وغيره: " " ومن اجترأ على ما شك فيه من الإثم يوشك أن يواقع ما استبان " " ومعنى يوشك أي كاد وأسرع.
وروى الإمام أحمد بإسناد حسن مرفوعا:
" " البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك " ".
وفي رواية لأحمد بإسناد جيد: " " البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون " ".
وفي هذا الحديث سلامة من سوء الظن بالناس فإنه ما تورع صاحب العلامات الظاهرة إلا مع سوء الظن بذلك الشخص الذي تورع عن طعامه مثلا ولو أنه حسن به الظن لأكل طعامه وهذا ورع المتنطعين وفيه أيضا آفة وهي الشهرة بالورع بين الناس بخلاف من يعمل بميزان قلبه يكون ورعه مستورا. والله أعلم.
وروى الشيخان: " " أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة في الطريق فقال:
لولا أني أخاف أن تكون من تمر الصدقة لأكلتها " ".
وروى الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه مرفوعا:
" " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " ".
زاد في رواية للطبراني: " " قيل يا رسول الله فمن الورع؟ قال الذي يقف عند الشبهة " ".
وروى البخاري أن أبا بكر قدم إليه غلامه شيئا فيه شبهة فأكله، ولم يعلم فلما علم قاء كل شئ في بطنه.