فقلت له إن في الحديث: " " الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان " " وكل رؤيا أحزنت العبد فهي غير صالحة فكيف سميتموها صالحة؟
فقال: لولا أنها صالحة ما نشطت ذلك الولي ولا نبهته على نقائصه إذ كل شئ أورث خير فهو خير اه.
قلت: وقد وقع لي مرة أنني تمنيت أن أرى حالي في القبر فنمت فرأيت تلك الليلة أني نائم في القبر على طراحة خيش محشوة بشوك أم غيلان، وأنا أتقلب عليها، فتنبهت لأمر كنت عنه غافلا وهذا الحال لم يزل الحق ينبهني عليه في النوم، فربما أترك وردي ليلة فأرى نفسي في لهو ولعب أو حاملا حطبا أو مارا في شجر التين فأعرف بذلك أنني ملت إلى شهوة أو عندي نفاقا ونحو ذلك مما حجبت عن شهوده في اليقظة فإن اللهو يدل على الغفلة عن الله وحمل الحطب إشارة للنفاق، فإن النفاق الذي عندي قليلا رأيت أنني حامل حطب الطرفاء، وإن كان فوق ذلك رأيت أنني حامل حطب الزند وإن كان خشبا علمت أن عندي نفاقا عظيما.
وأما شجر التين فهو علامة على القرب من الوقوع في معصية لأن شجرة التين هي التي أكل منها آدم عليه السلام، وهذا كله من جملة فضل الله علي لأتوب من ذلك وأستغفر فالحمد لله رب العالمين.
روى مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة مرفوعا:
" " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه " " وفي رواية للترمذي وقال حديث حسن صحيح مرفوعا:
" " إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها الناس، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره " ".
وروى الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة مرفوعا:
" " الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان " ".