وقد كان السلف الصالح إذا رأوا طالب العلم لا يعتني بالعمل بما علم لا يعلمونه العلم.
فلازم يا أخي على قراءة ما أمر به الشارع صلى الله عليه وسلم وأرشدك إليه شفقة عليك من الآفات، ولا تكن من الغافلين عن ذلك.
وتأمل يا أخي من لا ورد له من طلبة العلم ولا أدب تجده معرى من الخير ليس على وجهه أنس ولا عليه خشية من الله تعالى، بخلاف من له أوراد وأذكار.
* (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) *.
روى مسلم والنسائي والحاكم وغيرهم مرفوعا:
" " نزل ملك من السماء لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أعطيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ الحرف منهما إلا أعطيته " ".
وروى مسلم والترمذي والنسائي مرفوعا: " " لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة " ".
وروى الترمذي مرفوعا في قصة الغول الذي كان يأكل من تمر أبي أيوب الأنصاري كل ليلة فلما أمسكه أبو أيوب قال إني أذكر لك شيئا اقرأ آية الكرسي في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره، فجاء أبو أيوب فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
" " صدقك وهو كذوب " " اه باختصار.
ووقع مثل ذلك أيضا لأبي هريرة رضي الله عنه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
صدقك وهو كذوب.
وقال الحافظ المنذري والغول: هو شيطان يأكل الناس، وقيل هو من يتلون من الجن.
وروى الإمام أحمد وغيره مرفوعا:
" " آية الكرسي سيدة آي القرآن، لا تقرأ في بيت وفيه شيطان إلا خرج منه " " الحديث.