نهاية المرام - السيد محمد العاملي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٨
ولا ينعقد لو قال: أقسم أو أحلف حتى يقول بالله، ولو قال: لعمر والله كان يمينا.
____________________
وهو توجيه حسن، لكن جعل الوصف مثالا للحلف بالله وجعله متقدما على الاسم المختص بالذات القدسية مستبعد جدا.
ولو جعل القسم الأول، الحلف بالله أي بهذا الاسم المخصوص، والثاني الأسماء الخاصة كالرحمان، والأول الذي ليس قبله شئ، والثالث الأوصاف التي لا تطلق على غيره كقوله: ومقلب القلوب، والذي نفسي بيده والتي ينصرف إطلاقها إليه كالرحيم، والخالق، ولا بارئ، كان أرجح.
والآخر في ذلك هين بعد ثبوت انعقاد اليمين بجميع ذلك كما هو الظاهر لاطلاق قوله عليه السلام: (وليس لخلقه أن يحلفوا إلا به (1)) والحلف به يتناول جميع هذه الاقسام.
ويحتمل اختصاص الحلف بلفظ الجلالة لقول النبي صلى الله عليه وآله:
لا تحلفوا إلا بالله (2)، وقول الصادق عليه السلام: لا تحلفوهم إلا بالله (3)، والمتبادر من ذلك وقوع الحلف بهذا اللفظ المخصوص كما اختص النذر به، والمسألة محل اشكال، وللنظر فيه مجال.
قوله: (ولا ينعقد لو قال: اقسم أو احلف الخ) أما أن اليمين لا ينعقد لو قال: اقسم أو احلف من دون أن يقول: (بالله)، فظاهر لعدم الحلف بالله.
أما إذا قال: اقسم بالله أو احلف بالله، فإنه ينعقد إجماعا، لأنه إنشاء يمين شرعا ولغة وعرفا.
وأما أنه إذا قال: (لعمرو الله كان يمينا) فالظاهر أنه لا خلاف فيه أيضا

(1) عوالي اللآلي قطعة من حديث 6 ج 3 ص 444 ولاحظ ذيله.
(2) الوسائل باب 32 قطعة من حديث 2 - 3 - 6 - 14 من كتاب الأيمان ج 16 ص 164 - 167.
(3) تقدم آنفا موضع ذكر.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»
الفهرست