____________________
(1) بلا خلاف في ذلك، وتدل عليه الآية الكريمة (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) (1) فإنها تدل على لزوم كف النظر الذي هو بمعنى الانصراف عن الشئ تماما، فتدل على حرمة جميع أنواع الاستمتاع من المرأة ما عدا المملوكة والزوجة، وعليه فإذا ثبت من الخارج جواز النظر إلى بعض أعضاء المرأة علم أن المراد من ذلك إنما هو النظر البحت لا المشوب بنوع من الاستمتاع، والتلذذ.
ولزيادة الايضاح نقول: إن النظر، وغض البصر أمران وجوديان متضادان وليس وجود أحدهما مقدمة لترك الآخر كما أن ترك الآخر ليس مقدمة لوجود الأول على ما هو الحال في جميع الأمور المتضادة لا سيما إذا كان التضاد غير منحصر بفردين بل كان لهما ضد ثالث كما هو الحال في المقام فإن التضاد بين غض البصر بمعناه الحقيقي أعني وضع جفن على جفن، واطباق الجفنين، وبين النظر غير منحصر بينهما إذ للانسان أن يضع حائلا بين عينيه وبين الشئ المنظور إليه فلا يراه من دون أن يطبق جفنيه.
ومن هنا يتضح أنه لا وجه لما قيل: من أن غض البصر مقدمة لترك النظر، وحيث إن الأمر بالمقدمة أبلغ من الأمر بذيها كان المراد بالأمر بغض البصر ترك ضده الآخر، فإن ذلك من الاستعمال الغريب، ولم نعثر بحسب تتبعنا على مورد لذلك بل لا معنى له بحسب الاستعمالات المتعارفة لا سيما إذا لم يكن التضاد منحصرا بفردين.
وقد يتوهم أن بذلك مستعمل فيما ورد من أن الناس يؤمرون يوم
ولزيادة الايضاح نقول: إن النظر، وغض البصر أمران وجوديان متضادان وليس وجود أحدهما مقدمة لترك الآخر كما أن ترك الآخر ليس مقدمة لوجود الأول على ما هو الحال في جميع الأمور المتضادة لا سيما إذا كان التضاد غير منحصر بفردين بل كان لهما ضد ثالث كما هو الحال في المقام فإن التضاد بين غض البصر بمعناه الحقيقي أعني وضع جفن على جفن، واطباق الجفنين، وبين النظر غير منحصر بينهما إذ للانسان أن يضع حائلا بين عينيه وبين الشئ المنظور إليه فلا يراه من دون أن يطبق جفنيه.
ومن هنا يتضح أنه لا وجه لما قيل: من أن غض البصر مقدمة لترك النظر، وحيث إن الأمر بالمقدمة أبلغ من الأمر بذيها كان المراد بالأمر بغض البصر ترك ضده الآخر، فإن ذلك من الاستعمال الغريب، ولم نعثر بحسب تتبعنا على مورد لذلك بل لا معنى له بحسب الاستعمالات المتعارفة لا سيما إذا لم يكن التضاد منحصرا بفردين.
وقد يتوهم أن بذلك مستعمل فيما ورد من أن الناس يؤمرون يوم