أقول اما الجواب عن الأول (1) فهو ان لكل حركه نفسانية علتين فاعله وباعثه ولها أيضا غايتان غاية بمعنى ما انتهت إليه حركه وغاية بمعنى ما وقعت الحركة لأجله وهما مختلفتان فلا بد لهما من قوتين فالهاضمة هي التي فعلها كفعل النار ليس الا الطبخ والنضج ومجرد الطبخ والنضج لا يستلزم ان يكون على وجه يكون طريقا إلى استعداد قبول صوره مخصوصة هي الصورة العضوية فالتي تسوق المادة لأجل غرض مخصوص وغاية مطلوبه غير التي تسوقها لا إلى غرض الا ترى ان في حركه الحيوانية قوه فاعله مباشره للحركة وهي القوة التي تميل بالعضلة والعضو إلى جهة من الجهات لا لغرض وقوة فوقها تفعل التحريك إلى حيث يصل إلى مشتهى مخصوص أو دفع مؤذ مخصوص وهي الباعثة فالفاعلة القريبة للحركة لها غاية بمعنى الحد الذي هو من ضروريات الحركة والفاعلة البعيدة المسماة بالباعثة لها غاية أخرى غير نفس الحد المذكور وهي التي يكون المقصود الأصلي من تلك حركه ويقع الوصول لأجلها وهي غير الوصول وان لم تنفك عنه فرضا فهكذا الحال فيما نحن فيه فان المحركة للمادة الغذائية بالطبخ غير الباعثة لحركتها نحو الصورة العضوية على وجه يصلح للشخص المغتذى في كماله الشخصي والنوعي.
(٨٣)