شخص واحد من الانسان يوجد ويتحقق جماعه كثيره من أهل الادراك كل واحد منها يختص بنوع من الادراك أحدها يسمع والاخر يرى والثالث يذوق والرابع يشم والخامس يلمس والسادس يتخيل والسابع يتوهم وهكذا في باب حركه بعضها يتصرف وبعضها يجذب وبعضها يدفع وبعضها يهضم وبعضها يشتهى وبعضها يغضب.
وهكذا في سائر القوى وليس للنفس اطلاع على هذه الأفعال والانفعالات الا ادراك ذاتها وصفاتها الحالة بجوهر ذاتها وهذا خلاف الوجدان والبرهان.
اما الوجدان فلان كل واحد منا يعلم أنه العاقل المتخيل الشام الذائق الكاتب المتحرك الجالس واما البرهان فلان النفس بإرادتها تبصر وترى وتلمس وتستعمل آلاتها الجزئية عند اغراض كليه أو جزئيه اما الاغراض الجزئية فظاهره كمن يريد حركه لرؤية فلان واما الغرض الكلى فكمن يريد حركه إلى المعلم لان يتعلم منه علوما عقلية والمستعمل للآلة الجزئية بالإرادة ولا بد ان يدركها.
وأيضا البرهان قائم على أن المدرك للصور الجزئية الحاصلة في الحواس ليس هو الا النفس دون الحس ودون آلته إذ المدرك للشئ لا بد وان يدرك ذاتها (1) في ضمن ذلك الادراك كما مر بيانه وليس للجسم ولا قوه يقوم به ادراك ذاته وكل راجع إلى ذاته (2) في ادراكه فهو روحاني البتة فثبت بهذه الوجوه وأمثالها ان النفس الناطقة