والروائح بل لا بد لكل جنس من قوه على حده هذا هو الذي اختاره الشيخ ومن تبعه وإذا علمت أن منشأ تعدد القوى ليس شيئا من الوجوه (1) المذكورة.
فاعلم أن المركوز في مدارك المتأخرين من أهل البحث ان الحجة في تعدد القوى عند الحكماء كالشيخ وغيره ان القوى بسائط والبسيط لا يصدر عنه بالذات الا فعل واحد فاذن القوة الواحدة لا يجوز ان يكون مبدءا لأكثر من فعل واحد بالقصد الأول بل يجوز ذلك بالقصد الثاني وبالعرض مثل ان (2) الابصار انما هو قوه واحده على ادراك اللون ثم ذلك اللون في نفسه قد يكون سوادا وقد يكون بياضا والقوة الخيالية هي التي من شانها استثبات الصورة المجردة عن المادة تجريدا غير بالغ إلى حد المعقولية ثم يعرض أن تكون تلك الصورة لونا وطعما ورائحة وصوتا وحرارة مثلا والقوة العاقلة هي التي تدرك الأمور البريئة عن المادة وعلائقها ثم تارة تكون فلكا وتارة تكون حيوانا أو جمادا أو كيفا أو كما أو وضعا أو أينا أو غير ذلك من المقولات وأجناسها وأنواعها.
وهذا ليس كما زعموه إذ تلك الحجة (3) غير جاريه الا في الواحد الحقيقي الذي هو