فنريد الان ان نذكر العلة التي بها وقعت الأسامي المختلفة على النفس ولزمها ما يلزم الشئ المتجزي المنقسم الذات فينبغي ان يعلم هل تتجزى النفس أم لا تتجزى، فان كانت تتجزى فهل تتجزى بذاتها أم بعرض وإذا كانت لا تتجزى فبذاتها لا تتجزى أم بعرض فنقول ان النفس تتجزى بعرض وذلك انها إذا كانت في الجسم فقبلت التجزية بتجزي الجسم كقولك ان الجزء المتفكر غير الجزء البهيمي وجزئها الشهواني غير جزئها الغضبى فالنفس انما تقبل التجزية بعرض لا بذاتها وإذا قلنا إن النفس لا تتجزى فإنما نقول ذلك بقول مرسل ذاتي وإذا قلنا إنها تقبل التجزية فإنما نقول ذلك بقول مضاف عرضي وذلك انا إذا رأينا طبيعة الأجسام تحتاج إلى النفس لتكون حيه، والجسم يحتاج إلى النفس لتكون منبثة في جميع اجزائه انتهى هذا الكلام. وقد تبين (1) منه ان النفس لها وجود لا يتجزى لا بالذات ولا بالعرض وهو وجودها العقلي ولها وجود يتجزى بالعرض بوجود الطبيعة وظاهر ان الوجود الذي يتجزى ولو بالعرض غير الوجود العقلي الذي لا يتجزى أصلا بذاته لا بالذات ولا بالعرض.
وقال في موضع آخر منه: ان العقل إذا كان في عالمه العقلي لم يلق بصره على شئ من الأشياء التي دونه الا على ذاته وإذا كان (2) في غير عالمه أي في العالم الحسى