وبالجملة نسبه القول بقدم النفوس بما هي نفوس إلى ذلك العظيم وغيره من أعاظم المتقدمين مختلق كذب كيف وهم قائلون بحدوث هذا العالم وتجدد الطبيعة ودثورها وسيلان الأجسام كلها وزوالها واضمحلالها كما أوضحنا طريقه ونقلنا أقوالهم فيه.
وإن كان مراده بذلك ان لها نشأة عقلية سابقه على نشأتها التعلقية فلا يستلزم ذلك قدم النفوس بما هي نفوس ولا تناسخ الأرواح وترددها في الأبدان لأنهما باطل كما مر.
ثم إن الآيات والأخبار الدالة على تقدم النفوس على الأبدان يجب ان يحمل على ما حملناه (1).
ثم قال وقد تمسك أفلاطون عليه بان علة وجود النفس ان كانت موجودة بتمامها قبل البدن الصالح لتدبيرها فوجدت قبله لاستحالة تخلف المعلول عن العلة التامة وان لم تكن موجودة بتمامها بل به يتم توقف وجودها عليه لكونه على هذا التقدير جزء علة وجودها أو شرطها لكنها لا تتوقف والا وجب (2) بطلانها ببطلانه لكنها لا تبطل