عن فواعلها انما صدرت عنها بجهاتها (1) ولوازمها الإمكانية ونقائصها وامكاناتها وفقر ذواتها إلى جاعلها التام القيومي ويعبر عن بعض تلك النقائص بالخطيئة المنسوبة إلى أبينا آدم وعن صدور النفوس (2) عنها بالفرار من سخط الله وذلك ليس الا ما يقتضيه الحكمة في ترتيب الوجود فان النور الأنقص لا تمكن له في مشهد النور الأشد الا ترى انك إذا أردت ان تنظر في مسألة إلهية شديده الغموض لم تحكمها بعد وتوغلت فيها توغلا قويا يكل ذهنك قبل ان يحصل لك ملكه الرجوع إليها ويكون سريع الانصراف منها إلى شغل آخر من الأمور الدنية فرارا من أن يحترق دماغك من استيلاء
(٣٥٩)