الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٣٤٦
من الاشكالات الواردة في حدوث النفس وبقائها بعد الطبيعة والجمهور لعدم تفطنهم بهذا الأصل الذي بيناه في هذا الموضع وقبل هذا بوجوه قطعيه أخرى تراهم (1) تحيروا في أحوال النفس وحدوثها وبقائها وتجردها وتعلقها حتى أنكر بعضهم تجردها، وبعضهم بقائها بعد البدن وبعضهم قال بتناسخ الأرواح واما الراسخون في العلم الجامعون بين النظر والبرهان وبين الكشف والوجدان فعندهم (2) ان للنفس شؤونا وأطوارا كثيره ولها مع بساطتها أكوان وجودية بعضها قبل الطبيعة وبعضها مع الطبيعة وبعضها بعد الطبيعة ورأوا ان النفوس الانسانية موجودة قبل الأبدان بحسب

(١) فإنها كيف تحدث في وقت معين ونسبه المجرد إلى جميع الأوقات واحده، ثم كيف تحدث ولا حامل حدوث لها كما مر وان قالوا بحدوث تعلقها فتكون ذاتها قديمه، واتباع أرسطاطاليس لا يقولون به وتحيروا في بقائها فإنها حادثه وكل كائن فاسد، وكل ما ليس بفاسد ليس بكائن وفي تجردها إذ كما أن حدوث المجرد مشكل كذلك تجرد الحادث مشكل وفي تعلقها إذ المجرد كيف يكون محصورا في علاقة جسم محدود؟ س ره.
(٢) كلها ذاتية ففي مقام طبع وفي مقام نفس وفي مقام عقل وفي مقام فانية عن هذه كلها باقيه بالله كما أخبر صاحب مقام لي مع الله عن نفسه ص فإذا قد خلقها الله أطوارا.
فان قلت إنها حادثه ذاتا في مقام صدقت وان قلت حادثه تعلقا وأردت بالتعلق وجودها الطبيعي الذاتي لا الإضافة كما مر غير مره ان تعلقها بالبدن ليس كتعلق صاحب الدكان بدكانه صدقت وان قلت إنها قديمه ذاتا باعتبار العقل النازلة هي منه وانه تمامها وكمالها بل باعتبار انقلابها إلى العقل المجرد الذي كل الأزمنة والزمانيات بالنسبة إليه كالآن صدقت كما أنه بهذا الاعتبار ان قلت إنها باقيه ببقائه بل ببقاء الله صدقت وان قلت:
انها غير باقيه بل زائلة سيالة باعتبار حركتها الجوهرية صدقت وان قلت بهذه الاعتبارات انها جسمانية بل جسم وروحانية بل روح صدقت فما أعجب حال هذا المعجون وطائر بوقلمون الذي هو هيكل التوحيد وبرزخ التكثير والتفريد ونعم ما قال الشيخ فريد الدين العطار:
جزو كل شد چون فرو شد جان بجسم * كس نسازد زين عجايب تر طلسم جسم وجان پاك با هم يار شد * آدمي أعجوبة اسرار شد س ره
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»
الفهرست