الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ١٥
أولا لشئ لا ينافي ذلك كونه كمالا ثانيا لشئ آخر.
فلا يرد ان النفس الانسانية ليست كمالا للحيوان (1) بما هو حيوان ولا النفس مطلقا كمال للجسم بما هو جسم لما عرفت ان تحقق كل طبيعة بتحقق كل فرد منه وارتفاعها بارتفاع جميع الافراد فاذن النفس كمال أول للشئ وان كانت كما لا ثانيا لشئ آخر والشئ الذي هي كمال أول له لا بد وأن يكون جسما لكن يجب ان يؤخذ الجسم المورد في هذا التعريف هو الذي بالمعنى الجنسي (2) الجسم بالمعنى المادي (3) كما علم في صناعة الميزان وقد مر الفرق بينهما في مباحث الماهية أيضا وليس هذا الجسم الذي النفس (4) كمال له أعم من الجسم الطبيعي والصناعي كالسرير والكرسي والسفينة والمدينة ولو فرض (5) ان نفس الربان كمال للسفينة ونفس الملك

(1) أي ليست كمالا أولا إذا أخذنا الحيوان لا بشرط أو ليست كمالا أصلا إذا أخذنا بشرط لا وانما هو كمال أول له إذا اخذ بشرط شئ وكذا النفس مطلقا كمال أول للجنس بشرط شئ وهو قده في اخر كلامه وان صرح بان النفس كمال أول للجسم لا بشرط الذي هو جنس الا ان المراد وهو اللا بشرط في ضمن بشرط شئ حيث إنه غير مقيد باللا بشرطية والجنس المحمول على النوع كما قلناه فإنه قده قال أولا كون الشئ كمالا أولا لشئ لا ينافي كونه كمالا ثانيا لشئ آخر وكذلك قال أخيرا فاذن النفس كمال أول الخ ولكن في وسط كلامه نفى مطلق الكمال بقوله فلا يردان النفس الانسانية ليست كمالا الخ فأشار بهذا النمط من الكلام إلى المقامين أعني انها ليست كمالا لما هو مأخوذ بشرط لا وليست كمالا أولا لما هو مأخوذ لا بشرط س ره.
(2) أي لا بشرط شئ بخلاف المادي فإنه قد وقف س ره.
(3) الجسم بالمعنى المادي هو المأخوذ بشرط لا أي بحيث يكون كل ما يقارنه زائدا عليه في الوجود فما يقارنه لا يكون كمالا أوليا له بخلاف الجسم بالمعنى الجنسي لأنه المأخوذ لا بشرط شئ وهو لا يأبى ان يكون ما يقارنه غير زائد عليه في الوجود بل يكون متحدا معه في الوجود محصلا إياه فيكون ما يقارنه كمالا أوليا له فافهم ل ره.
(4) اعلم قد يقال جسم طبيعي أي ليس بتعليمي وقد يقال جسم طبيعي أي ليس بمثالي برزخي وقد يقال جسم طبيعي أي ليس بصناعي وهو المراد ها هنا س ره.
(5) لما اخرج من الحد مثل الصور النوعية للسرير وأمثاله من الأجسام الصناعية بقيد الطبيعي، أراد ان يخرج كمالية نفس الربان للسفينة ونفس الملك للمدينة ونحوهما فإنها ليست نفسا لها لان كمال الشئ لا بد ان يتحد به لا سيما الكمال الأول الذي هو صورته وفصله الحقيقي وهنا ليس كذلك ولو سلم فهي هنا كمال لجسم صناعي لا طبيعي ولو سلم بان يقال لا يذكر الطبيعي في الحد ليشملها لأنها من افراده فهي كمال ثان لهما لان انتظامهما بها وليست كمالا أولا ولو اخذ المجموع أمرا واحدا لتكون هي كمالا أولا كالسواد لمجموع الموضوع والسواد فلا وجود له في الخارج لان الوجود والوحدة مساوقان س ره.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست