غير موضوع الا لذلك الوجود الإضافي ولم يوضع هذا الاسم لكنه حقيقة الجوهر النفساني بحسب معناه المشترك أو المختص بل من حيث اضافه التدبير والتصرف للأبدان ووجود المضاف بما هو مضاف وجود تعلقي مقيس إلى شئ آخر فالإضافة النفسية مقيسة إلى البدن فلذلك يؤخذ البدن في حد النفس لكونه داخلا في تقوم وجودها التعلقي الإضافي كما يدخل وجود البناء في قوام البناء ويؤخذ في حده ولا يؤخذ في حد الانسان فان الحدود بإزاء الوجودات (1) فللانسان بما هو انسان وجود وله حد بإزائه يعرف به ولا يدخل في حده الانسان ولا شئ من الجوهر وجنسه لأنه من مقولة المضاف، والانسان من مقولة الجوهر والمقولات متبائنة بتمامها فشئ منها لا يدخل في حد شئ من الأخرى فالنظر في النفس بما هو نفس نظر في البدن ولهذا عد علم النفس من العلوم الطبيعية الناظرة في أحوال المادة وحركاتها فمن أراد ان يعرف حقيقة النفس من حيث ذاتها مع قطع النظر عن هذه الإضافة النفسية يجب ان ينظر إلى ذاتها من مبدء آخر (2) ويستأنف علما آخر غير هذا العلم الطبيعي ولو كنا عرفنا بهذا ذات النفس لما كان العلم بوقوعها في أي مقولة (3) وقعت فيها مشكلا فان من عرف حقيقة الشئ وفهم ذاته
(١٠)