حيث كونها مبدءا لمثل هذه الأفاعيل المذكورة ولذلك صار البحث عن النفس من جمله العلم الطبيعي.
واما الحد فنقول آخذا في بيانه على طبق ما قالته الحكماء ان النفس لها حيثيات متعددة فتسمى بحسبها بأسام مختلفة وهي القوة والكمال والصورة فهي لكونها تقوى على الفعل الذي هو التحريك وعلى الانفعال (1) من صور المحسوسات والمعقولات الذي هو الادراك تسمى قوه وبالقياس إلى المادة التي تحلها ليجتمع منها جوهر نباتي أو حيواني صوره وبالقياس إلى أن طبيعة الجنس كانت ناقصة قبل اقتران الفصل بها فإذا انضاف إليها كمل بها النوع كمالا فقالوا تحديد النفس بالكمال أولى من تحديدها بالصورة لوجوه:
اما أولا فلانه أعم من حيث (2) ان الصورة عند الجمهور هي المنطبعة في المادة، ومن النفس ما هي غير منطبعة فهي اذن ليست صوره للبدن ولكنها كمال له كما أن الملك كمال للمدينة والربان كمال للسفينة.
واما ثانيا (3) فلان الكمال قياس إلى المعنى الذي هو أقرب من طبيعة الجنس