وهو النوع والصورة قياس إلى الشئ الذي هو أبعد من ذلك وهو المادة فالصورة تقتضي نسبه إلى شئ بعيد من ذات الجوهر الحاصل منها والى شئ يكون الجوهر الحاصل بحسبه هو ما هو بالقوة والى شئ لا ينسب إليه الأفاعيل بالحقيقة أعني النوع.
واما ثالثا فلان الدلالة على المادة مقترنة (1) في الدلالة على النوع من غير عكس.
فتبين من هذا انا إذا قلنا في تعريف النفس انها كمال كان أدل على معناها وكان متضمنا لجميع أنواعها من جميع وجوهها ولا تخرج النفس المفارقة.
وهو أيضا أولى من القوة لوجوه:
اما أولا فلان للنفس قوه الادراك (2) وهي انفعالية وقوة التحريك وهي فعليه وليس اعتبار أحد المعنيين أولى من الاخر فان قيل لفظ القوة واقتصر على أحد وجهين (3) عرض ما قلناه وشئ آخر وهو ان لا يتضمن الدلالة على ذات النفس من حيث هي نفس بل من جهة دون جهة وقد بين في علم الميزان ان ذلك ليس بجيد ولا صواب فيجب اعتبارهما في حدها واسم القوة يتناولهما بالاشتراك لان أحدهما داخل تحت مقولة .