6 - الحديث السادس:
روى الشيخ الكليني عن عدة من أصحابنا، عن احمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عبد الرحمن العزرمي، عن أبي عبد الله عليه السلام: (كان بين الحسن والحسين طهر، وكان بينهما في الميلاد ستة أشهر وعشرا) (1). والسند صحيح بلا إشكال.
أما من حيث الدلاة على طهارتها من الدم فإن الحديث حدد الفرق بين عمر الامامين الحسن والحسين عليهما السلام بستة أشهر وعشرة أيام، وجعلت الأشهر الستة مقابل فترة الحمل وهي أقل فترة ممكنة للحمل، وهذه من خصوصيات مولد الامام الحسين عليه السلام، وقد ورد بهذا المضمون رواية أخرى صحيحة في الكافي، وهي ما رواه الشيخ الكليني بطريقين إلى الوشاء، الأول هو محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن زياد الوشاء، والثاني هو الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام: (... وفيه - أي الحسين بن علي عليهما السلام - نزلت هذه الآية (ووصينا الانسان بوالديه احسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (2). والسند صحيح على الطريق الأول، أما على الطريق الثاني ففيه معلى بن محمد ولا توثيق له إلا بناء على قبول وثاقة من جاء في أسانيد كامل الزيارات لابن قولويه.
قال العلامة المجلسي: (وفيه دليل على أن أقل مدة الحمل ستة لأنه إذا حط عنه، للفصال حولان لقوله: (حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) (3)، بقي ذلك به، وبه قال الأطباء) (4). أما العشرة أيام فقد جعلها الحديث موافقة ومطابقة للطهر، ومن المعلوم أن أقل الطهر بين الدمين في النساء اللاتي يحضن هو عشرة أيام، والحديث يصرح بأن الفترة ما بين ولادة الامام الحسن عليه السلام وانعقاد نطفة الامام الحسين عليه السلام كانت أيام طهر للزهراء عليها السلام ولم تكن أيام دم، ولا يخدش فيه استخدام كلمة الطهر الذي يستعمل مع الحائض أيضا فيقال لها حيض ولها طهر، فإن هنا خصوصية تدفع أي خدشة وتوهم، وهي أن الطهر يستخدم في قبال الطمث والدم، وهو ليس من قبيل كلمة القرء التي تأتي بمعنى الحيض والطهر، وقد جعل الامام عليه السلام الفترة بين الولادة والعلوق بالحسين عليه السلام فترة طهر وهذا أكبر دليل على أنها كانت طاهرة بتول عليها السلام.