منهما، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ثم قال: قوما إلى بيتكما جمع الله بينكم وبارك في سيركما وأصلح بالكما، ثم قام وأغلق عليهم الباب بيده) (1).
فان استخدام عبارة (فدفعه) في الحديث الثاني، و (ثم أجاف عليهما الباب) في الحديث الثالث، و (فتحت أسماء الباب) في الحديث الرابع، و (أغلق عليهما الباب بيده) في الحديث الخامس لا يستقيم مع إرادة الستار إذ كان اللازم أن يقال (أزاحه) أو (أسدله).
6 - وروى الخصيبي ضمن قصه الاعتداء وإحراق بيت الزهراء سلام الله عليها: (وأخذ النار في خشب الباب) (2).
7 - وروى العياشي ضمن قصه الاعتداء عن لسان الراوي الذي شهد الهجوم على بيت الزهراء سلام الله عليها: (فلما انتهينا إلى الباب فرأتهم فاطمة، أغلقت الباب في وجوههم وهي لا تشك أن يدخل عليها إلا بإذنها، فضرب عمر الباب برجله فكسره، وكان من سعف) (3).
فهاتان الروايتان صريحتان في الاخبار عن كون باب فاطمة سلام الله علياها من الخشب وبالتحديد من سعف النخيل.
أما ثانيا: فإن (فضل الله) يقر بأن القوم هددوا بإحراق بيت الزهراء، وإنهم كانوا يريدون الامام علي عليه السلام ليبايع، وإن في البيت جمعا من أنصار الامام علي عليه السلام، فإذا كان المطروح على باب بيت الزهراء هو مجرد الستار، فلماذا لم يتم اقتحام البيت بإزاحة الستار ودخول البيت وإخراج أمير المؤمنين عليه السلام منه؟ إذ الطريق ستكون مفتوحة أمامهم.
أما ثالثا: فإن (فضل الله) قال في جوابه الخامس: (إنه من المؤكد إنهم جاءوا بالحطب ليحرقوا باب البيت)، وقد ذكرنا سابقا في فصل إحراق بيت الزهراء سلام الله عليها إن بعض المصادر السنية كالعقد الفريد والإمامة والسياسة وتاريخ أبي الفداء ذكرت أن عمر بن الخطاب قد أقبل بقبس من نار، فلو كان باب البيت ستارا لما كانت هناك أي حاجه للإتيان بالحطب إذ كان بالامكان الاكتفاء بقبس النار لإشعال الستار. هذا بالإضافة إلى أن الاقبال بالنار ووضع الحطب على الباب والتهديد بإحراقه يثير استفهاما حول سبب الحاجة للتهديد بالاحراق مع إمكان الاقتحام بإزاحة الستار، فإن التهديد بالاحراق مع إحضار الخشب ينسجم مع وجود الباب الخشبي الموصد، وهذا ما تشهد به روايات الهجوم التي تقول إن عمر كسر باب البيت برجله.