3 - الشهرة العلمية: بمعنى استناد الشهرة إلى خبر في مقام الافتاء والعمل وهذه الشهرة هي التي تجبر ضعف السند على رأي المشهور.
وحجية هذه الشهرات الثلاث محل خلاف بين الأصوليين من علماء الإمامية، والسيد الخوئي (قدس سره) يذهب إلى عدم حجية اي واحد منها (1).
وهكذا يتضح ان الشهرة العملية الجابرة لضعف السند انما هي في مورد الاستناد في مقام الافتاء والعمل في الاحكام الشرعية لا مطلقا، ولو تنزلنا عن ذلك وقلنا: ان الشهرة العملية تشمل المقام وان الرواية الواردة ضعيفه السند وان الشهرة لا تجبر ضعف السند، فهل هناك مرجع في المقام يصار اليه؟ هذا كله على فرض القبول بالعلم في ان مستند الشهرة في هذا القول هو هذه الرواية المعينة على الخصوص التي يشير إليها (فضل الله) في كلامه من غير تحديد لمصدرها، اما مع الطن بان القائل بهذا الرأي قد استند إلى روايات وأدلة أخرى في قوله وتعرض لهذه الرواية على نحو التأييد لا الدليل فلا يصح ان يكون المقام من قبيل الشهرة العملية حتى يبحث في انجبار ضعف السند بها من عدمه.
ولو ادعى قائل بان المقام من قبيل الشهرة الروائية فهل يستطيع المدعي اثبات رواية واحدة شاذة وان كانت ضعيفه السند تعارض هذه الرواية وتنفي وقوع الاعتداء على الزهراء سلام الله عليها وكسر ضلعها؟ ولو افترضنا جدلا ان المدعي استطاع اثبات رواية تعارض رواية كسر الضلع فان النوبة حينها تصل إلى المرجحات المذكورة في باب التعادل والتراجيح عند تعارض الروايتين، فاما ان يقبل بالشهرة الروائية كواحدة من المرجحات فتكون الحجة عليه، واما ان لا يقبلها فيبحث عن بقيه المرجحات، والذي عليه الامام الخميني والسيد الخوئي وغيرهم ان المرجح المنصوص عليه في الروايات منحصر في موافقه الكتاب ومخالفه العامة (2).
لا يوجد بطبيعة الحال في الكتاب ما يوافق قول المدعي المنكر لكسر الضلع، فيبقي مرجح مخالفه العامة وهو يقضي بالاخذ بالرواية المثبتة لكسر الضلع لان العامة ينفون وينكرون كسر الضلع. وهذا الخطا لدى (فضل الله) ناشىء من عدم التدقيق في فهم وتطبيق مسألة انجبار ضعف السند بعمل المشهور، بل اننا نرى ان بعض علمائنا لا يتطرق لمسألة صحة السند أو سقمه في بعض الروايات الفقهية أيضا كأحاديث المستحبات وهو ما يصطلحون عليه ب (التسامح في أدله السنن).
ثم ان تعبيره (عمل المشهور من الناس) - كما جاء في الجواب الخامس - ليس دقيقا إذ المقياس عند العلماء في هذا الباب هو خصوص عمل علماء الطائفة المتقدمين دون غيرهم ممن تأخر عنهم... (وأهلكت من عشر ثمانيا وجئت بسائرها حبحبة)!