علي بن بابويه من إيجاب استيعاب الوجه (1). ولمن أضاف الحاجبين إلى الجبهة والجبين، كما عن جامع المقاصد (2). ولمن اقتصر على مسح الجبهة بمعناها اللغوي المقابل للجبينين كما عن الجعفرية (3). ولمن خير بين استيعاب الوجه ومسح بعضه، لكنه لا يقتصر على أقل من الجبهة، كما عن المعتبر (4). وعن المدارك انه حسن (5).
وهذا الخلاف في الجملة لاختلاف الأخبار في ذكر الممسوح (6). والتوفيق بينها يقتضي ما عليه المشهور، لأن مسح الوجه لا يقتضي استيعابه، لصدق مسحه بمسح بعضه، كما هو قضية أخبار الجبهة والجبين - مثنى ومفردا - على كثرتها (7).
وإن أبيت إلا عن الظهور في الاستيعاب، فأخبارهما في الإجتزاء بالبعض أظهر.
هذا مضافا إلى بيان الباقر (عليه السلام) في صحيحة زرارة (8)، أنه المراد منه في تفسيره الآيتين، لو لم نقل بظهورهما فيه، لمكان دخول " الباء " على متعلق المسح المتعدي بنفسه الموجب للظهور في كفاية إلصاق المسح به. كما أن أخبار الجبين - مثنى ومفردا - في اعتبار مسح الجبين، والجبهة في البين، أظهر من أخبار الجبهة في الاقتصار عليها بمعناها اللغوي، فإن الجبهة وإن كانت لغة خصوص ما بين