المشيخة من بنى عبد الواد ونقض طاعة المأمون وذلك سنة أربع وعشرين فطير الخبر إلى ابن غانية فأجد إليه السير ثم بدا له في أمر بنى عبد الواد ورأى أن ملاك أمره في خضد شوكتهم (1) وقص جناحهم فحدث نفسه بالفتك بمشيختهم ومكر بهم في دعوة واعدهم لها وفطن لتدبيره ذلك جابر بن يوسف شيخ بنى عبد الواد فواعده اللقاء والمزاورة وطوى له على؟؟ وخرج إبراهيم بن علان إلى لقائه ففتك به جابر وبادر إلى البلد فنادى؟؟ طاعته وكشف لأهلها القناع عن مكر بن علان بهم ولما أوقعهم؟؟ بن غانية فحمدوا رأيه وشكروا جابرا على صنيعه وجددوا البيعة هذا دفع بنى عبد الواد واحلافهم من بنى راشد وبعث إلى؟؟ فخاطب له بالشكر وكتب له بالعهد على تلمسان وسائر؟؟ زناتة على رسم السادات الذين كانوا يلون ذلك مع القرابة فاضطلع بأمر المغرب الأوسط (وكانت) هذه الولاية ركوبا إلى صهوة الملك الذي اقتعدوه من بعد ثم انتقض عليه أهل اربونة بعد ذلك فنازلهم وهلك في حصارها بسهم غرب سنة تسع وعشرين وقامس بالأمر بعده ابنه الحسن وجدد له المأمون عهده بالولاية ثم ضعف عن الامر وتخلى عنه لستة أشهر من ولايته ودفع إليه عمه عثمان بن يوسف وكان سيئ الملكة كثير العسف والجور فثارت به الرعايا بتلمسان وأخرجوه سنة احدى وثلاثين وارتضوا مكانه ابن عمه زكراز بن زيان بن ثابت الملقب بأبي عزة فاستدعوه لها وولوه على أنفسهم وبلدهم وسلموا له أمرهم وكان مضطلعا بأمر زناتة ومستبدا برياستهم ومستوليا على سائر الضواحي فنفس بنو مطهر عليه وعلى قومه بنى على إخوانهم ما آتاهم الله من الملك وأكرمهم الله به من السلطان وحسدوا زكراز وسلفه فيما صار إليه من الملك فشاقوه ودعوا إلى الخروج عليه واتبعهم بنو راشد احلافهم منذ عهد الصحراء وجمع لهم أبو عزة سائر قبائل بنى عبد الواد فكانت بينه وبينهم حرب سجال هلك في بعض أيامها سنة ثلاث وثلاثين وقام بالأمر بعده أخوه يغمراسن بن زيان فوقع التسليم والرضا وسير القبيل ودان له بالطاعة جميع الأمصار وكتب له الخليفة الرشيد بالعهد على عمله وكان له ذلك سلما إلى الملك الذي أورثه بنيه سائر الأيام والملك لله يؤتيه من يشاء
(٧٤)