والله أعطاك التي لا فوقها * فاحكم بما ترضى فأنت الأعدل أبقاك ربك للعباد تربهم * فالله يخلقهم ورعيك يكفل وكنت لما انصرفت من معسكره على سوسة إلى تونس بلغني وأنا مقيم بها أنه أصابه في طريقه مرض وعقبه برء فخاطبته بهذه القصيدة ضحكت وجوه الدهر بعد عبوس * وتخللتنا رحمة من بوس وتوضحت غرر البشائر بعد ما * انبهمت فأطلعها حداة العيس صدعوا بها ليل الهموم كأنما * صدعوا الظلام بجذوة المقبوس فكأنهم جنات عدن في الورى * نشرت لها الآمال من مرموس قرت عيون الخلق منها بالتي * شربوا النعيم لها بغير كؤس يتمايلون من المسرة والرضا * ويقابلون أهلة بشموس من راكب وافى يحيى راكبا * وجليس أنس قاده لجليس ومشفع لله يؤنس عنده * أثر الهدى في المعهد المأنوس يعتد منها رحمة قدسية * فيبوء للرحمن بالتقديس طب باخلاص الدعاء وانه * يشفى من الداء العيا والبؤس والمعنى به امام الجامع الأعظم جامع الزيتونة بتونس يا ابن الخلافة والذين بنورهم * نهجت سبيل الحق بعد دروس والناصر الدين القويم بعزمه * طردت إمامتها بغير عكوس هجر المنا فيها ولذات المنا * في لذة التهجير والتغليس حاط الرياضة بالسياسة فانطوت * منه لأكرم مالك وسيوس أسد يحامي عن حمى أشباله * حتى ضووا منه لأمنع خيس قسما بموشى البطاح وقد غدت * تختال زهوا في ثياب عروس والماثلات من الحنايا جثما * بالبيد من طسم وفن جديس وخز البلى منها الغوارب والذرى * فلفتن حذرا بالعيون الشوس لبقاك حرز للأنام وعصمة * وحياة أرواح لنا ونفوس ولانت كافل ديننا بحماية * لولاك ضيع عهدها وتنوسي الله أعطاك التي لا فوقها * وحباك حظا ليس بالمركوس تعنو الوجوه إليك قبل وجوهنا * سيان من رأس ومن مرؤوس فإذا أقمت فان رعبك راحل * يحمى على الأعداء كل وطيس وإذا رحلت فللسعادة آية * تقتادها في موكب وخميس
(٤٥٠)