رزقه يسألني الزيادة في رزقه قبل طلوع الفجر فأزيده وأوسع عليه؟ ألا عبد مؤمن سقيم يسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر فأعافيه؟ ألا عبد مؤمن محبوس مغموم يسألني أن أطلقه من حبسه وأخلي سربه؟ ألا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخذ له بظلامته قبل طلوع الفجر فأنتصر له وآخذ له بظلامته؟ قال فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر ".
وروى في الفقيه عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن إبراهيم بن أبي محمود (1) قال: " قلت للرضا عليه السلام ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال إن الله تبارك تعالى ينزل في كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا؟ فقال عليه السلام لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله كذلك أنما قال إن الله تبارك وتعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير وليلة الجمعة من أول الليل فيأمره فينادي هل من سائل فاعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ يا طالب الخير أقبل ويا طالب الشر أقصر. فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء.
حدثني بذلك أبي عن جدي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله ".
أقول: يمكن أن يكون وجه الجمع بين هذا الخبر وما تقدم في حديث أبان بحمل تحريف الكلم عن مواضعه في هذا الخبر على فهم المخالفين من هذا الحديث الذي نقلوه عنه صلى الله عليه وآله التجسيم وأن نزوله عز وجل إنما هو باعتبار نزول من يأمره بذلك، فإن هذا المجاز شائع في الكلام كما تقول " قتل الملك فلانا " باعتبار أمره بذلك، ويكون الخبر الذي " نقله عليه السلام هنا إنما هو عبارة عن معنى ذلك الخبر وأن المراد به ذلك لا ما فهموه من التجسيم وجواز الانتقال عليه عز وجل كما هو مذهب الحنابلة (2).