غير موجود في كتب أخبارنا.
وروى في الكافي عن الحسين بن مسلم (1) قال؟ " قلت لأبي الحسن الثاني (عليه السلام) أكون في السوق فأعرف الوقت ويضيق علي أن أدخل فأصلي؟ قال إن الشيطان يقارن الشمس في ثلاثة أحوال: إذا ذرت وإذا كبدت وإذا غربت، فصل بعد الزوال فإن الشيطان يريد أن يوقعك على حد يقطع بك دونه ".
قال في الوافي: ذرت الشمس طلعت، وكبدت وصلت إلى كبد السماء أي وسطها ولعل مراد الراوي أن اشتغالي بأمر السوق يمنعني أن أدخل موضع صلاتي فأصلي في أول وقتها، فأجابه (عليه السلام) بأن وقت الغروب من الأوقات المكروهة للصلاة كوقتي الطلوع والقيام فاجتهد أن لا تؤخر صلاتك إليه. ويحتمل أن يكون مراده أني أعرف أن الوقت قد دخل إلا أني لا استيقن به يقينا تسكن نفسي إليه حتى أدخل موضع صلاتي فأصلي، أأصلي على هذه الحال أم أصبر حتى يتحقق لي لزوال؟ فأجابه (عليه السلام) بأن وقت وصول الشمس إلى وسط السماء هو وقت مقارنة الشيطان لها كوقتي طلوعها وغروبها فلا ينبغي لك أن تصلي حتى يتحقق لك الزوال فإن الشيطان يريد أن يوقعك على حد يقطع بك سبيل الحق دونه أي يحملك على الصلاة قبل دخول وقتها لكيلا تحسب لك تلك الصلاة. انتهى أقول: الظاهر بعد ما ذكره أخيرا عن حاق سياق الخبر المذكور وأن الأظهر هو الأول لكن بهذا التقريب وهو أن السائل سأل أنه يدخل عليه الوقت في السوق ويعرفه ويحققه لكن تأخير الصلاة إلى أن يفرغ ويمضي إلى منزله يوجب ضيق الوقت فهل الأفضل أن يصلي في السوق في أول الوقت أو يؤخر إلى أن يأتي المنزل وإن ضاق الوقت؟ فأمره (عليه السلام) بالاتيان بها في أول الوقت. والغرض من سوق هذا الكلام الدال على مقارنة الشيطان للشمس في هذه الأوقات الثلاثة بيان اضلال الشيطان للناس في هذه الأوقات الثلاثة بزيادة على ما هو عليه في جميع الأوقات، أما في وقت الطلوع