والعامة، قال الشيخ في التهذيب: " وقد روي من طريق العامة في أصل التخضير شئ كثير " (1) إلا أن العامة لمزيد تعصبهم على الشيعة والسعي في خلافهم قد عدلوا عن كثير من السنن مراغمة للشيعة حيث إنهم يواظبون عليها ويؤكدون العمل بها، ومنها هذا الموضع كما سيظهر لك من الأخبار، ومنها تسطيح القبور عدلوا عنه إلى التسنيم مع اعترافهم بأن السنة إنما هو التسطيح وإنما صاروا إلى التسنيم مراغمة للشيعة، ومنها التختم باليمين، ومنها ترك الصلاة على الأئمة المعصومين، ونحو ذلك مما أوضحنا الكلام فيه في كتابنا سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد.
ومن الأخبار الواردة في فضلهما وفيما يتعلق بهما في هذا المقام ما رواه في الفقيه في الصحيح عن زرارة (2) قال: " قلت لأبي جعفر (عليه السلام) أرأيت الميت إذا مات لم تجعل معه الجريدة؟ فقال يتجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا، إنما العذاب والحساب كله في يوم واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل القبر ويرجع القوم، وإنما جعلت السعفتان لذلك فلا يصيبه عذاب ولا حساب بعد جفوفها إن شاء الله تعالى " ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله. وبإسناده عن الحسن بن زياد (3) " أنه سأل الصادق (عليه السلام) عن الجريدة التي تكون مع الميت فقال تنفع المؤمن