بين الناس، فذهب إلى الإمام أبي القاسم الجنيد فشفع فيه عند الله فرد الله عليه لونه، وذلك لأن هذه المريد كان ممن اعتنى الحق به، وإلا فكم يقع غيره في كبائر وصغائر ولا يظهر عليه شئ من ذلك، فلا يزال من هذا شأنه يزيد باطنه ظلمة حتى يستوجب النار وقد سئل بعضهم عن تحقيق سواد جسد آدم ما سببه؟ فقال: كان ذلك دليلا على أنه حصل له السيادة بأكله من الشجرة، ويؤيد ذلك ما ورد في الحجر الأسود أنه نزل من الجنة أبيض فسودته خطايا بني آدم: أي صيرته سيدا بالتقبيل والتبرك، وكان أظهر علامة على حصول السيادة اللون الأسود، وأيضا فإن من مقام الأنبياء أن لا ينتقلوا من درجة إلا لأعلى منها لدوام ترقيهم وكذلك كمل ورثتهم وهو جواب حسن.
فاعلم ذلك واعمل عليه والله يتولى هداك.
* (وهو يتولى الصالحين) *.
روى الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام.
وروى مسلم ذلك أيضا عن أبي الدرداء ولفظه: أوصاني حبيبي بثلاث لا أدعهن ما عشت فذكر بمعناه.
وروى الشيخان مرفوعا: " " صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر " ".
وروى الطبراني والبيهقي وقال في إسناده لم أقف فيه على جرح ولا تعديل مرفوعا:
" " صام نوح عليه السلام الدهر، إلا يوم الفطر والأضحى، وصام داود عليه السلام نصف الدهر، وصام إبراهيم عليه السلام ثلاثة أيام من كل شهر، صام الدهر وأفطر الدهر " ".
زاد في رواية للإمام أحمد والبيهقي والنسائي وابن ماجة وغيرهم، وأنزل الله تعالى تصديق ذلك في كتابه * (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) * اليوم بعشرة أيام.
وروى الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه والبزار ورجاله رجال الصحيح مرفوعا:
" " صوم شهر الصبر يعني رمضان وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر.